ملفات الأمانة المغلقة

في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن ومع كل الجهود التي يبذلها جلالة الملك ليكون هذا الوطن آمناً مستقراً لأبنائه الذين لا يحمل همهم فحسب بل وهموماً كبيرةً على رأسها القضية الفلسطينية , ومع تتابع الأحداث نجده لا يكل ولا يمل فنحن في إقليم مشتعل وعالم مجنون يحتاج إلى العقلاء وهم قلة في هذا الزمان .
سيدنا هذا ما قام ويقوم به , فماذا نفعل نحن ؟ كيف نحافظ على هذا الوطن آمناً مستقراً رغم الظروف الصعبة التي نمر بها والتي لا تخفى على أحد .
نحتاج في مؤسساتنا ووزاراتنا في هذا الوقت قادة لا مديرين ,قادة همهم الأول الوطن والمواطن وليس مصلحة فئة قليلة متنفّعة على حساب الأغلبية , فيؤجج الشارع ويثير السخط ويزيد الحمل على المواطن بحجة الإصلاح .
أذكر هنا مقابلة مع جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال عندما قال :أستفسر من المسؤول عن الأحوال فيجيب : كله تمام سيدي , وأنا أعرف أن الأمور ليست تمام !
أمانة عمان الكبرى وجدت أن الإصلاح والحل لمشكلة المديونية الكبيرة التي تعاني منها والتي جعلت الخدمات المقدمة لأهل عمان شحيحة إن لم تكن معدومة في العديد من المناطق فلا تعبيد ولا أرصفة ,ومشكلة الترهل الإداري والتعينات والتنفيعات الحاصلة, وجدت أن الطريق الأسهل والذي لا يحتاج إلى تفكير خارج الصندوق ولا إبداع في حل المشاكل ولا قرار قوي يحفظ حقوق وكرامة الموظفين ومصلحة الأمانة, فلجأت إلى التقاعدات المبكرة أو – كما نقول التقاعدات عن جنب وطرف – دون مراعاة لمصلحة الموظفين الذين أفنوا حياتهم في هذه المؤسسة, هؤلاء الموظفون بنوا حياتهم على هذه الوظيفة وإن كان تعيينهم خطأ فلا نصلح الخطأ بخطأ أكبر منه بإلقائهم خارج مؤسستهم في وقت هم فيه بأمسّ الحاجة لرواتبهم التي ستتقلص بشكل كبير بالتقاعد بينما أبناؤهم على مقاعد الدراسة سواء الجامعية أو في المدارس , والمبرر جاهز الترشيق والتطوير الإداري.
طبعاً ذلك أسهل من فتح الملفات المغلقة في أمانة عمان ,ومنها ملف الأسطول وملف الموارد البشرية وغيرها من الملفات .
أسطول الأمانة ,الهدر وسوء الإدارة في هذا المجال , العدد المهول في أمانة عمان الذين مُنحت لهم مركبات دون حاجة ولا ضرورة ملف لا يمكن الاقتراب منه , لا توجد مؤسسة في العالم كله السكرتيرة ومديرة ومدير المكتب وكل المديرين ومن عملهم ميداني ومن عملهم مكتبي ومن معه واسطة وطبعاً الأقارب والمعارف والأحباب كلٌ منهم يستخدم مركبات الأمانة , لحضوره للعمل و للمشاوير العائلية وشراء مستلزمات البيت والرِّحلات , ومن المؤكد الوقود المستنزف والصيانة وقطع الغيار كلها من دافعي التراخيص والمسقّفات والمخالفات وغيرها, لذلك التقاعدات وترحيل الأزمات ومصير مظلم لآلاف العائلات أسهل.
الموارد البشرية والهيكلة ,المناصب وتفريخ الدوائر والوحدات لزيادة عدد المديرين وبالتالي علاوة للمدير, إضافي وسيارة وسائق , وكيف يتم أختيار هؤلاء ؟ والسؤال في آخر تعديلات كم دائرة ووحدة تم استحداثها ؟ ومن هي النخبة المختارة !! ملف شائك لا يمكن فتحه , الإصلاح والترشيق يكون على حساب الحلقة الأضعف !
هل يمكن الاطلاع على الهيكل التنظيمي مع التحديثات الأخيرة, مع الأسماء والسيرة الذاتية ؟
هل يمكن أن يعرف مواطن عمان أسماء ووظيفة كل موظف مخصص له مركبة من الأمانة ؟
ترى الحكي ما عليه جمرك فلا تصدق كل ما تسمع .
سيدنا الأمور ليست بخير .
قمر النابلسي