عمّان –
عقدت مبادرة نون للكتّاب مساء السبت الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2025 جلستها الرابعة والثلاثين في مكتبة عبد الحميد شومان بجبل عمّان، في أمسية حملت طابع الدفء الأدبي وجمال التنوّع الإبداعي، بحضور نخبة من الكتّاب والمهتمين بالفنون السردية والشعرية.
افتتحت الجلسة الأستاذة شيماء الرموني بقصيدة نثرية ذات إيقاع رقيق، قبل أن تقدّم نبذة تعريفية بالمشاركات والمشاركين، إيذانًا ببدء جولة واسعة عبر مسارب الإبداع، ثم أثرت الجلسة بأكثر من قصيدة نثرية.
وقد قدّمت الدكتورة جيهان الشهابي مجموعة من الخواطر المنتقاة، اتسمت بعمق رؤيتها ورهافة لغتها، تلتها القاصة صفاء الطحاينة التي أدهشت الحضور بنصوص قصة قصيرة جدًا، جمعت بين التكثيف الدلالي والدهشة الفنية. ثم انتقل الجمهور إلى فضاء التوقيعات الشعرية بصوت السيدة اعتماد سرسك التي حرّكت الوجدان بكلمات خرجت من القلب واستقرّت في القلوب.
أما الشعر النبطي فكان له حضوره من خلال الشاعرة أسماء النعيمات التي قرأت نصوصًا عكست نبض البادية ودفء المعنى، بالإضافة إلى مشاركات في شعر الهايكو. وخُتمت الأمسية بقراءات للشاعر والناقد منذر اللالا الذي قدّم نصوص هايكو حملت صورًا كثيفة ومفارقات لافتة، فتجلّى من خلالها جمال الاختزال الشعري.
رافق الأمسية حوار ثري بين الحضور ومداخلة من الدكتورة فاطمة الزغول قدمت فيها شرحا بانوراميا سريعا عن شعر الهايكو والأجناس الأدبية المطروحة، وأساليب المقاربة والتلقي.
وفي ختام اللقاء، توجّهت مبادرة نون، ممثلة بمديرها الكاتب أسيد الحوتري، بالشكر للمشاركين والحضور، وللمضيف الدائم مكتبة عبد الحميد شومان، ولمنسقة الفعاليات الثقافية راية الكعابنة على دورها في إنجاح هذا الفضاء الأدبي الذي يجمع بين الإبداع وتبادل الخبرة وتواصل الأرواح عبر الكلمة.
الأدب يستمر حين يجد من يصغي إليه؛ وقد أصغت عمّان بحب كبير في هذا المساء.