عمان – نيويورك 111 د. حازم قشوع

مدينه نيويورك هى اكبر مدينه فى الولايات المتحده الامريكيه ويعيش فيها اكثر من 8 ملايين نسمه وهى المدينه الاكثر تنوعا دينا وسياسيا وعرقيا، وهذا ما ينعكس على طبيعه حياة سكانها الاجتماعيه، ولأنها تعرف بعاصمة الاقتصاد العالمي لذا تجدها تحمل نوع آخر من الخصوصيه لكونها تحمل جغرافيه الراسماليه الامميه كما تشكل حاله سياسيه واقتصاديه ذات طابع خاص يجعلها مقرونه بمؤشر منهجى وسياسي وتحمل مدلول من وحى سمتها الانتخابيه وبرمزية عمدة المدينه الذى تشهد اروقتها وفضاءات اجواء أنتخبيه فى هذه الأوقات للمره 111 منذ انشأت المدينه التى يجرى فى شريانها “وول ستريت”، ويقدر الناتج القومي الاجمالي لها بحوالي “1 تيلريون دولار” وهو ما يعادل الناتج القومي للسعوديه.

وهذا ما يجعل من الشخصية التي تقود هذه المدينة ممثلة بشخصية عمدة المدينة تحمل طابع خاص كونها ستكون المسؤولة عن النقل والصحة وعن كل البنية التحتية والفوقية، كما هي مسؤولة أيضا عن أضخم منظومه تعليميه واكبر قوة شرطية فى الولايات المتحدة، كما يمتلك العمدة مسألة تعيين رؤساء الإدارات وهو مسؤول عن حجم إنفاق يقدر بحوالي 120 مليار دولار كما هو مسؤول عن جهاز إداري يقدر ب 300 الف موظف الأمر الذي يجعل من اختيار عمدة المدينة مؤشر مهم ليس لكونه يؤثر على الحالة المعيشية للمدينه فقط لكنه يستضيف الأمم المتحدة في ربوعها حيث تندرج الرمزية والدلالة لهذه المدينة التى تستضيف العالم اجمع فى بطنها، وهذا ما يجعل من منصب عمدة هذه الولاية يحمل سمة سياسية من طراز رفيع و مدلول سياسي عميق.

وفى هذا العام تشهد ولاية نيويورك أكثر الانتخابات إثارة للجدل حيث يتنافس فيها زهران ممداني المسلم من أصول هندية الذى وعد بتطبيق القانون الدولي على كل ما تم إدانته من قبل الجنائية الدولية بما فى ذلك نتياهو وغالانت وغيرها من الزعماء فى حال وطأت أقدامهم نيويورك المدينة، وهو المرشح ايضا الذى يحمل دعم من تيار شبابي عريض بالمدينة كما من معظم جالياتها، وهذا ما يجعله متقدم بالتسابق للعموديه على منافسه أندرو كومو نتيجة برنامجه الاجتماعي التقدمي الذي يعمل لانصاف الطبقة المتوسطة على حساب طبقة رأس المال التى راحت تتكاتف مع الرئيس ترامب من اجل اسقاط ممداني وإن كانت استطلاعات الرأي تشير الى تقدم ممداني بفارق كبير يصل الى 47 % من مجموع الناخبين.

ممداني المولود في كامبالا ذو الأصول الهندية والديانه المسلمة يحمل شعار القضية الفلسطينية على اعتبارها تجسد أيقونة الحرية، وهذا ما جعل من ممداني يشكل ظاهرة انتخابية تجسد مؤشر ايبسوس الذى راح يعطي 88% من الحزب الديمقراطي يؤيدون فلسطين القضية وحل الدولتين، الأمر الذي جعل من ظاهرة ممداني تسقط بظلالها على مطبخ بيت القرار في الحزب الديمقراطي حتى أخذ يعود إلى حيث تيار السيناتور ساندرس وسط اجماع من الأوساط اليهودية الرافضة لسياسة نتنياهو فى الحلول العسكرية، وهو ذات التيار الذي أخذ يرسم رمزية آخرى فى داخل أوساط الحزب الجمهوري لأول مرة فى تاريخه بواقع نسبي وصل لـ 52% من مجموع الناخبين، وهذا ما جعل القضية الفلسطينية تشكل هالة في الفضاءات الانتخابية في نيويورك 111 والتى سيكون لما بعدها حديث سيسقط بظلاله على النتائج النصفية القادمة “الكابتول هيل” بشقيه فى الشيوخ والسنت سيما وان مؤشر انتخاب ممداني فى عاصمة الاقتصاد الأممي نيويورك سيكون لما بعدها تبعات بعد ظهور نتائج الانتخاب فى 4 نوفمبر القادم !.

لأن عمان كانت الأقرب لنبض السمه العامه لنيويورك من تعددية اجتماعيه وسياسيه جاءت داعمة لأيقونة الحرية فلسطين، فإنني أدعو عمدة عمان لتوقيع اتفاقية توأمة مع مدينة نيويورك ليس فقط للاستفادة من تجربة نيويورك على كافة الأصعدة لكن لما ستحمله هذه الاتفاقيه من معنى واصل ومضمون موصل يؤكد على وحدة الجميع وتكاتفهم من أجل تطبيق القانون الدولي الإنساني لبيان نصره لما تقف عليه دوحة بنى هاشم من بيان تجاه ستاتيكو الأديان حيث كانت القدس وما تزال تجسد جغرافيتها وتاريخها على ذلك، وهذا ما يجعل عمان تشاطر نيويورك 111.