المصري يفتتح معرض “في مرمى البصر” لمفاضلة

عمان – اشرف محمد حسن
افتتح وزير الإدارة المحلية المهندس وليد المصري بحضور امين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال العياصرة مساء الخميس 30/اكتوبر/تشرين اول/2025 م في المركز الثقافي الملكي بعمان معرض الفنان والناقد التشكيلي غسان مفاضلة “في مرمى البصر” بحضور عدد من الفنانين والادباء والمهتمين .
تُعدّ أعمال هذا المعرض امتدادا لأعمال معرضه السابق “أثر على أثر” الذي نظمه المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة العام الماضي. وعلى الرغم من التقاطع الشكلي لأعمال المعرضين مع سياقات التشكيل المعاصر، إلا أنها تذهب في توجهاتها وكشوفاتها، نحو اختبار إمكانات تحويل “الأثر” بوصفه إشارة وعلامة، إلى تلك المساحة التي يصبح معها المرئي تجسيدا للمتع الحسية والتخيلية، انطلاقاً من تحولات المادة، وانفتاحها على المقترحات الجمالية والتعبيرية في محيطھا الواقعي والتخيّلي، على حدٍ سواء.
تذهب أعمال التي توزّعت موادها وتقنياتها على نحو 30 عملًا فنيًّا بين أعمالٍ جداريّةٍ ونحتيّةٍ، للتأكيد على الإمكانيّات التي يتفرّد بها الفن في الكشف عن رواسب الأثر الجمالي في المرئيات المنسية والهامشية. وهو في تأكيده على تلك الإمكانيات التي يحوزها الفن، لا يكتفي بما يشيعه فيها من متع جماليّة وتعبيريّة فقط، بل يجعل من المرئيات، نفسها، محفزاً للحوار المفتوح بين المتلقي والعمل الفنّي.
الصدأ، وتشقق جدران المباني، وتساقط طبقات الطلاء عن المعادن، ونمو الفطريات على الصخور والأشجار، وتآكل سطوح الأخشاب، والتغضّن والتفسّخ والتآكل في نسيج المرئيات التي يعتمل فيها تأثير الزمن ويخترق لحظتها الراهنة؛ جميعها تصبح، حين تكون “في مرمى البصر” موضوعًا لتمثلات “الأثر” وتقمصاته في الطبيعة والفن على السواء.
وعلى الرغم من الإبهام والالتباس اللذين يحيطان بمفهوم الأثر (سواء أشار إلى ما يمكث في المكان، أم دل على حركة الصيرورة الإبداعية عند نشأتها) إلا أنه يظل في جميع أحواله، يحوم حول تلك التخوم التي تشير إلى إمكانيّة تذويب المسافة بين الحضور والغياب، وبين الرؤية والتعبير. وهي المسافة التي لا ينفك الفن، عادةً، عن ترويبها بالحلم والمخيال.
يقول مفاضلة بخصوص مسعاه وتوجهاته في أعمال معرضه “لا أسعى في أعمال هذا المعرض إلى تقليد الأثر في محيطه البيئي، أو محاكاة ارتساماته وتشكلاته على هذا النحو أو ذاك، بقدر ما أسعى إلى بناء “أثرٍ على أثر”. فالفن لا يغدو، وفق هذا المسعى، سوى ذلك الإنشاء الذي لا يكف عن تشييد بنيانه من تراكمات الأثر وارتساماته التي سرعان ما تصبح في مرمى البصر، وعلى مرأى من الجميع”.