الأكاديمي مروان سوداح
“زرت” عدة مخابز في العاصمة زيارات ميدانية و “تفقدية” خاطفة، فلدي كمواطن الحق بذلك وإن كنت مُجَرّدًا وفقًا لنصوص الدستور والقوانين، من أية سلطات قانونية أو قسرية، لكنني أتمتع تمامًا بالحق المعنوي على الأقل، لإجراء هذه الزيارات ونقل ملاحظاتي عنها للقراء.
ـ ملاحظاتي:
ـ عدد محدود من العاملين يلتزم بالكمامات، وغالبيتهم غير ملتزمين بالقفازات.
ـ بعض مَن يبيعيون الخبر يقومون بهذه “المُهِمة” بأيدٍ عارية!
ـ عدد مَن يخبزون الخبز في أفران كهربائية أو غيرها، أياديهم عارية تمامًا!
ـ وضعية الكمامات أحيانًا غير مناسبة، وهي لا تغطي كامل الفَم والأنف.
ـ الخبر بأنواعه المختلفة، “الرخيص” و “الغالي”، وكذلك مشتقات الطحين من حلويات ومخبوزات، مُعرَّضة في الغالب للهواء وأنفاس المشترين وأياديهم التي “تنتقي” بنهم هذه أو تلك من أَرغِفَة الخبز!
ـ أبواب المخابز مُشرعَة “تمامًا”، ولا يمكن وهذه الحالة منع “الحشرات الطيّارة” بأنواعها وأشكالها من أن تصل إلى الخبز والحلويات لتتقاسم التهامها مع بني الإنسان!
ـ “موظف الكاش” يَعمل في العادة بدون قفازات، ويقبض على الخبز ومشتقاته بيديه العاريتين، ويتبادل النقود مع المشترين: هذه حالة تولّد الحنق عليه واشمئزازًا كبيرًا تجاه المخابز من النمط الذي نتحدث عنه حصرًا. هذا الوضع يَشي بانعدام الثقافة الصحية، وعدم وجود تفتيش “قوي” على المخابز والعمال فيها.
لا أغالي إن قلت، أن مخابز كثيرة تُشرف على شوارع رئيسية وأخرى تقع على فرعية، لكن جميعها تعج بالسيارات أمامها نافثةً دخانًا أسود في كل الاتجاهات. هذه حالة خطيرة، فالهواء يغدو مُحملًا بسموم قتّالة تنتقل للخبز ومن بعده للإنسان ومعدته، ومن ثم إلى دمه ودماغه وعقله وقد تتسبب له بأمراض مزمنة. ألا يوجد حَل علمي ومنطقي وواقعي لهذه “القضية”؟!
ـ لا أدري إذا ما كانت “الموازين” (الأجهزة التي تزن الخبز ومشتقاته) يتم تنظيفها كما ينبغي أم لا.. لكن الواضح من خلال هيئتها الخارجية، أن غالبيتها قديم، وبعضها يميل للسواد، ويحمل أوساخًا ما.
ـ شخصيا لم أرَ حتى اللحظة، ومنذ تفشي وباء كورونا الخبيث في الوطن، مواطنًا واحدًا على الأقل يُنظّف يديه أو محله، أمام زواره، وذلك بالمنظفات المطلوبة، ولا حتى تنظيفه النقود التي يتعامل بها والتي هي واحدة من أخطر مصادر نقل العدوى، أي عدوى.
الحديث طويل.. وأكتفي بما أوردته أعلاه.. وإلى مقالة أخرى مشابهة.