عمان، 5 نوفمبر 2025 – استضاف اليوم كلٌّ من الاتحاد الأوروبي والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا وأورنج الأردن وسيزامي (ضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط) حلقة نقاشية حول “كيف يبني الابتكار مرونة الأردن في مواجهة تغير المناخ ويُعزز الازدهار“.
عُقدت الحلقة النقاشية في ملتقى الابتكار التابع لمركز أورنج الرقمي في عمّان، حيث جمعت ما يقارب 70 باحثًا وممثلًا عن قطاع الأعمال وصانعي السياسات من الاتحاد الأوروبي والأردن لتبادل الأفكار حول كيفية مساهمة العلم والتكنولوجيا في تعزيز مرونة الأردن في مواجهة تغير المناخ وفتح آفاق جديدة للازدهار الأخضر.
عُقد اجتماع المائدة المستديرة هذا في إطار مبادرة وزارة البيئة والسفارة الفرنسية بمناسبة شهر المناخ والبيئة، احتفالاً باليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، الذي يُحتفل به عالميًا كل عام في 10 نوفمبر. حيث يُسلّط شعار هذا العام، “الثقة، والتحول، والغد: العلم الذي نحتاجه لعام 2050″، الضوء على الدور الجوهري للعلم في تعزيز الاستدامة والرفاهية والسلام.
في كلمتها الافتتاحية نيابةً عن سعادة السيد بيير كريستوف تشاتزيسافاس، سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة الأردنية الهاشمية، قالت حنينا بن برنو، الملحقة في قسم الأعمال الخضراء والابتكار والاتصال:، أن “العلم والابتكار هما مفتاح تحقيق مستقبل أكثر استدامة ومرونة. يرغب الاتحاد الأوروبي في تقديم الدعم الكامل لمجتمع البحث والابتكار في الأردن. وقد يوفر برنامجان أوروبيان فرص تعاون فريدة: هورايزون أوروبا، الذي يمول أبحاثًا متطورة في هذا المجال، وبريما، الذي يدعم الحلول المستدامة للمياه والغذاء والزراعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ستُبرز المشاركة الفاعلة للأردن في هذه المبادرات، إلى جانب دوره القيادي في سيزامي، قدرته المتميزة على ترجمة الابتكار والمعرفة إلى فوائد ملموسة لاقتصاده ووظائفه وصحته وأمنه”.
من جانبها، أكدت وزارة التربية والتعليم أن الاستثمار في التعليم العلمي والابتكار يشكل أساسًا لبناء مجتمع قادر على مواكبة التحولات المناخية والتنموية. وأشارت الوزارة إلى التزامها بتحسين مستوى الوعي البيئي ضمن المناهج الدراسية، وتمكين الطلبة والمعلمين من تبنّي ممارسات تعليمية تعزز الاستدامة والمسؤولية تجاه البيئة. كما شددت على أهمية التعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين لترسيخ ثقافة العلم والابتكار بوصفهما عاملين محركين رئيسيين لمستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة.
ومن جانبه، جدّد الرئيس التنفيذي لأورنج الأردن، المهندس فيليب منصور، تأكيد إيمان الشركة بأن الابتكار والعمل الجماعي يشكّلان الركيزة الأساسية لبناء مستقبل مستدام، والذي يأتي انسجاماً مع استراتيجية المجموعة “قيادة المستقبل” والتزامها بتحقيق صفر انبعاثات كربون بحلول عام 2040.
وأضاف المهندس منصور أنه وبمناسبة اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، تجسّد أورنج الأردن رؤيتها من خلال تحقيق أثر ملموس يتمثل في مبادراتها المستدامة، مثل حقولها الشمسية الثلاثة للطاقة الشمسية التي توفّر حالياً أكثر من 47% من احتياجاتها من الكهرباء، وأسهمت منذ عام 2019 في تجنّب انبعاث أكثر من 187,823 طناً من ثاني أكسيد الكربون.
ناقش المتحدثون كيفية إسهام البحث والابتكار في إيجاد حلولٍ للتكيف مع تغير المناخ، بدءًا من التقنيات النظيفة وأنظمة الطاقة المتجددة، وصولًا إلى الرصد البيئي القائم على البيانات والنهج القائمة على الطبيعة. كما ناقشوا كيف يُمكن للشراكات القوية بين الحكومة والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص أن تُسرّع التحول الأخضر في الأردن.
لا يزال تغير المناخ أحد أكثر التحديات إلحاحًا في عصرنا. يتطلب الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، كما هو منصوص عليه في اتفاقية باريس، تحولاتٍ جذرية في جميع القطاعات الإنتاجية والمجتمع ككل. وقد أكدت الفعالية على أن الابتكار والتعاون عنصران أساسيان لتحقيق هذه الغاية.