الزرقاء: حفل إشهار مجموعة”مدينة ترنو إلى الشمس” للكاتبة والإعلامية ريم العفيف

 

شهد مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي، مساء أمس احتفالية أدبية لافتة نظمتها مديرية ثقافة الزرقاء لإشهار وتوقيع المجموعة القصصية “مدينة ترنو إلى الشمس” للكاتبة والاعلامية ريم العفيف، بحضور مديرة الثقافة بالوكالة فاطمة ذنيبات، وجمع من الكتاب والأدباء والفنانين، والمهتمين ممن يتابعون حركة الابداع في المحافظة.
وجاء الحفل ليعكس حيوية المشهد الثقافي في الزرقاء وقدرته على احتضان الأصوات القصصية الجديدة ومنحها مساحة لاظهار تجاربها وملامسة هموم الانسان العربي المعاصر.
وتتضمن مجموعة مدينة ترنو الى الشمس ستا وعشرين قصة تحمل عناوين تعكس تنوعاً في الموضوعات مثل: سفر، وقسوة عقود، وسمو، وبشرى زين، وطقوس رابعة، وحكمة صونيا، وغيرها من النصوص التي تلامس الفضاء الانساني وتعيد تشكيله بأسلوب مكثف.
وكتب مقدمة المجموعة الناقد بسام قطوس، الذي أكد أن قصص العفيف تقع في منطقة تجمع بين الواقعية التسجيلية والعبث السوريالي، حيث أن أبطالها يعيشون بيننا بأحلام بسيطة تتحول أحياناً إلى كوابيس تدفعهم إلى حافة الهوس.
ووصف قطوس قصص المجموعة بأنها قصيرة جداً ذات مزاج كافكاوي -نسبة إلى الكاتب كافكا”، تتكئ على إرث التجريب القصصي العربي والعالمي، مستحضرة تأثيرات القاص الفلسطيني الكبير محمود شقير بوصفه أحد أعمدة القصة القصيرة جداً في المنطقة.
وقدم الناقد محمد المشايخ خلال الأمسية، قراءة معمقة في المجموعة، أكد فيها أن العفيف تفتح في عملها نافذتين، الأولى على عالم القصة القصيرة بوصفها فناً قابلاً للتجدد وكشف مستويات جديدة من الجماليات، والثانية على واقع المرأة العربية ومسعاها الدائم لانتزاع حقوقها ومواصلة مسيرتها في فضاء لا يخلو من التحديات.
وأردف أن العفيف تنسج عالمها بين واقعية متوترة وخيال محلق يقترب من الفانتازيا مستخدمة تقنيات ما بعد الحداثة في البناء السردي ومزج الوصف مع سرد هادئ متزن يرافقه تشويق يمنع القارئ من مغادرة النص قبل إتمامه.
وأوضح أن شخصيات المجموعة تعيش أزمات حقيقية وتجد نفسها عالقة في دوامة من المصائر المعقدة، حيث اختارت الكاتبة لهذه الشخصيات مسارات صادمة تكشف عن توترات اجتماعية وانسانية عميقة.
وبين أن بعض القصص تحمل ملمحاً ناعماً يعكس رؤية نسائية حساسة، بينما يتجه بعضها الآخر نحو خشونة مقصودة تفضح غياب الاهتمام العائلي وانشغال الرجال عن أسرهم بمشاغل شخصية تؤدي إلى تصدع العلاقات.
وأشار المشايخ إلى أن العفيف تعيد للقصة القصيرة بريقها بعد سنوات ادعى فيها بعض النقاد أن الرواية سحبت البساط من القصة، مؤكداً أنها تجمع في عملها بين التجريب والتجديد وتعيد لهذا الفن الحيوية التي يستحقها.
من جانبها قرأت العفيف خلال الأمسية عدداً من نصوصها من بينها: كيان، وعبث داخلي، وخانوقة الحي، التي لاقت تفاعلاً من الحضور لما تحمله من شحنات وجدانية وتماسك لغوي وبناء محكم، فيما اختتم الحفل بتوقيع نسخ المجموعة للحاضرين الذين أبدوا اعجابهم بالعمل وبجرأة رؤيته الفنية.
وكانت الطفلة فاطمة عبيدات استهلت حفل إشهار المجموعة القصصية، بقراءة شعرية وطنية، جسدت فيها مشاعر التضامن مع أحداث الرمثا وأبرزت دور الكلمة في تأكيد قوة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره، إذ جاءت هذه الافتتاحية لتمنح الأمسية شجناً وطنياً وتفتح الباب أمام مقاربة ابداعية تربط الفن بالواقع وتمنح السرد القصصي بعداً انسانياً رفيعاً.