انتقل إلى رحمة الله تعالى الدكتور رياض الحلو، آخر رئيس بلدية منتخب لمدينة العقبة، قبل إلغاء البلدية وتحويلها إلى سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بموجب قانون خاص أُقرّ في حينه.
ويُعدّ الراحل من أبرز الشخصيات الوطنية والأكاديمية في مدينة العقبة، حيث شغل منصب رئيس البلدية المنتخب شعبيًا، وكان مدافعًا صلبًا عن حق أبناء العقبة الدستوري في المشاركة السياسية، وحقهم في انتخاب مجلسهم البلدي باعتباره الجهة الأقرب للمواطن والأكثر تمثيلًا لإرادته.
وشهدت مرحلة إلغاء بلدية العقبة، بتاريخ 14 تموز 1999، جدلًا واسعًا، في ظل ما اعتبره كثيرون تغييبًا لدور المجلس البلدي المنتخب، واستبداله بإدارة غير منتخبة، وسط صمت ومباركة عامة آنذاك. وقد سجّل الدكتور الحلو موقفًا واضحًا وشجاعًا في الدفاع عن بقاء البلدية المنتخبة واستمرار النهج الديمقراطي المحلي.
ويؤكد محبوه وزملاؤه أن الدكتور رياض الحلو عُرف بنزاهته ونظافة يده ولسانه، ورفضه لكل المغريات، ليغادر موقعه كما عاشه: نظيفًا، أمينًا، وصاحب قرار، تاركًا أثرًا عميقًا في تاريخ المدينة ووجدان أبنائها.
وفي هذا المصاب الجلل، يتقدم أهالي العقبة ومحبو الفقيد بأصدق مشاعر العزاء والمواساة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.