في علم السياسة؛ القوة العسكرية تولّد شهيّة الاحتلال والاستعمار وليس شرطاً أن يكونا بشكل مباشر بل لهما ألف ثوبٍ ولبوس..
يحدث معي أحايين كثيرة أن أكون جائعاً بقرار منّي؛ أريد أن أعمل ( رجيماً قاسياً) أو لأن الجوع لم يصل بي إلى مرحلة السقوط؛ وبمجرد تناولك للطعام ووصولك إلى حدّ الشبع؛ حتى تشعر بعدها أنك تريد أن تأكل شيئاً آخر غير الصنف الذي أكلت؛ تبحث عن فاكهة؛ ولا تكتفي؛ تبحث عن حلويات؛ ولا تكتفي؛ تبحث عن بوظة؛ ولا تكتفي؛ تبحث عن مكسرات؛ ولا تكتفي؛ تبحث عن مهضِّمات؛ تتناولها ولا تكتفي..! كأنك لحظتها تريد أن تأكل أيّ شيء وكلّ شيء ..! نفسك فتحت وهات اللي يسكتها ويغلقها..!
العالم الآن مسكونٌ بفتح الشهيّة على كلّ شيء؛ بدايةً من الأخ الذي تفتح شهيته على التحكّم بكلّ أخوته ولا يكتفي؛ مروراً بأي مسؤول كنت تراه (قانعاً) ولكن حينما فتحت شهيّته في التعاطي مع قرارات ظالمة يسدر في غيّه ولا يتوقّف؛ ومروراً آخر في حكومات تأتي في أيّامها الأولى بتصريحات مليئة بالعسل والنعومة لتجدها بعد أن تتمكّن وتفتح شهيّتها تتحول إلى مُنتجة للمرارة والتعاسة..! وليس انتهاء بدول تكون على حجم شعبها ولكنها حينما تأخذ فاتح الشهيّة تبحثُ عن دولٍ أخرى تتحلّى وتتسلّى بها..!
إذا لم تتوقف هذه الشهيّات؛ فالعالم ذاهب لأكبر فوضى غير مسبوقة.. فكلّ شيء له فتحة عدّاد في الشهيّة حتى الخراب له فتحة عدّاد لا يستطيع إيقافه إن اشتغل إلاّ أكل الأخضر واليابس..!
كامل النصيرات
المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (0799137048