الحقيقة الدامغة (البادية الاردنية هي المخزون الذهبي لإنسان هذا الحمى العربي الهاشمي) .المستشار الاعلامي / جميل سامي القاضي

منذ استشهاد بطل مؤتة وفارسها جعفر بن ابي طالب ( الطيار) ومرقده في مزارها على سيف الصحراء وتخوم كرك الاباء ، وبالقرب من مرقد الحارث بن عمير الازدي وعلى مشارف موقع استشهاد فروه بن عمرو الجذامي اول شهداء الاسلام في الطفيلة الهاشمية خارج درتهم وجزيرتهم العصماء كان الاردن بقبائله وفرسانه يمثلون العزة والمنعة ..
فالارادنة هم من الهبوا شعلة ال البيت في حميمة بني العباس ، وقلاع وحصون صلاح الدين وقطز وبيبرس وصولاً الى جحافل النهضة العربية الكبرى مع فيصل بجيشه الشمالي وزيد الطفيلة ومن بعده مع الملك المؤسس شهيد الاقصى عبدالله الاول ابن الحسين وجيشه العربي بيرق الغارة وحامي الحمى وحصن البلاد المنيع .
انه تاريخ الارادنة ، الذي لايستطيع جاهل او حاقد ان يغير به أو يحاول طمسه ، فقد كانت ولا زالت القبائل والعشائر الاردنية على مدى تاريخها تحمل أنبل القيم وأسمى التقاليد وبذات الوقت كانوا رجالها في ارض الرباط والحشد هم مشاريع الشهادة مع ما يحملون من التراث العابق بالخير والعطاء ، وبيت الشعر الناطقة بالصدق والكرم والمضارب المشعة بالفروسية والحب والوفاء .
انه الاردن يا من تحاول تجاوز اهله الذي كان ولا يزال بقبائله وعشائره العربية الاصيلة ، منارة الهدى وسيف الحق وواسطة العقد العربي الاسلامي، من الانباط وملوكهم الحوارث الى الغساسنة وفرسانهم الصيد الميامين ،ودورهم في الوفاق والاتفاق العربي الاسلامي في تحكيم اذرح ومن ثم دورهم في تثبيت اركان البيت الاموي فقصورهم ماثلة في باديتنا لليوم في الأزرق والجفر والمفرق والزرقاء ..
فأن كنت لا تعلم فاعلم بأن الارادنة يعدون موسوعة في الشرف والفروسية والكرم والتضحية والفداء وكل من تناول حياتهم البدوية والعشائرية يجد الاصيل و العديد من المواضيع التي تعبر عن التاريخ المشرق والمكان الرائع والإنسان المبدع ، وعلى من يحاول النيل منهم ان لا ينسى بانه يضرب في عمق الوطن ويلوي عنق الحقيقة ..
عليه ان يعلم انه عندما يتناول البدو فإنه يتجاوز العشائر والقبائل الاردنية ، وعليه ان يعلم بان ابناء البادية كانوا عند تأسيس واستقلال هذه البلاد يشكلون نصف سكان الشرق العربي .
والمطلع المنصف يرى أن المجتمع البدوي خصوصاً والآردني عموماً لم يخرج عن المتوارث منذ آلاف السنيين للحاق بركاب الحضارة ، مع المحافظة على خصائصه المميزه خلال عمليات التغير الاجتماعي التي يمر بها فالآردني يمتاز بالحزم وسرعة الخاطر والقدرة الكبيرة للتكيف مع المتغيرات وبذات الوقت الحفاظ على هويته الخاصة ، فهو يقتبس بسرعة فائقة أرقى تطورات المدنية الحديثة ويتكيف معها أو يكيفها ومقتضيات حياته البدوية والعشائرية .
وعليه فأننا ندعو المهتمين بالبحث الايكولوجي ودراسة علاقة الانسان بالبيئة التي يعيش فيها ، و بالبحث في الجذور التاريخية منطلقاً من مبدءا الاستمرارية الزمنية الذي يعد من احد مبادئ البناء الاجتماعي ، حيث تحتفظ الجماعات الكبيرة ( القبائل والعشائر ) لعدة اجيال بكيانها وهيكلها العام ونظام تقسيماتها ونمط علاقاتها وطرق معيشتها وحياتها ، مما يجعل للمجتمع القبلي بناءه الخاص وملامحه التي يتميز بها عن غيره .
وأخيرا ،،،
الى من يتجاهل او يظن نفسه من طينة خاصة ، نقول روديك يا هذا ، فشمس البدو لا تغطى بغربالك ..والابل ان شدت تشد بروح أهلها ..