رواية ظل الغراب للكاتب سعيد الصالحي.. عاصفة فلسفية وعالم يمتزج فيه الخيال والواقع

بقلم المحامي معتصم صلاح
حملتني رواية ظل الغراب للكاتب سعيد الصالحي إلى عالم جديد، حيث أخذ الخيال دور الواقع، وابتعد الواقع بعيدًا نحو الماضي والموروث، وتداخلت فيه البساطة مع المهارة، لأجد نفسي أقلب صفحات الرواية وألاحق أحداثها، تارة مأخوذًا بتفاصيلها الدقيقة، وتارة أخرى ببساطة التعبير وعمق الشعور والأحاسيس، فكنت أضحك وأحزن وأجد نفسي مندفعا نحو مطبخي لأعد فنجالا من القهوة، لعلني أعيش هذه الرواية برشفة من القهوة وسحابة من سيجارة أنفثها في محاولة لمحاكاة تجربة الراوي.
دفعتني رواية الصالحي أن أعيد النظر في العديد من الأمور التي كنت أمر عليها ولم تستوقفني يومًا، والأهم من هذا أنني كنت أتمنى ألا تنتهي الرواية، وخصوصًا عندما تتسارع أحداثها في فصولها الأخيرة، وعندما انتهت الرواية كنت أتمنى أن أجد كلمة “يتبع”، فهذه الرواية مزيج من المشاعر التي تقفز من السطور والصفحات لتسكن قلبك، ومجموعة من الأسئلة الفلسفية التي تستفز عقلك للبحث عن اجابات، وكثيرًا ما كنت أشعر أنها أطلس للوطن الذي يعيش فيه الراوي أو ذاك الذي لم يعرفه يومًا.