اِحْتِفائيِّة التأسِيس الكوري وحَقائق كوريا.. الأكاديمي مروان سوداح

احتفل الشعب الكوري الصديق بأجمعه، وإلى جانبه أصدقاء كوريا، بالذكرى الـ73 لتأسيس دولته، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. اكتسب الاحتفال صبغة وطنية وعالمية، فغدا تعبيرًا جليًا عن النجاح في علاقات وتحالفات كوريا على الصعيد الدولي، ولمراكَمة المُكتسبات الشعبية الواسعة والمَجانية التي يستمر النظام السياسي – الاقتصادي الاشتراكي للأمة الكورية بتقديمها لشعبه المُخلص. أضف إليها النجاح المتواصل في حماية البناء العسكري، وتَسَنّم الدولة الكورية مكانة عليا بين الدول الأولى في تصنيع السلاح الضارب والأكثر تطورًا، حمايةً للشعب ومستقبله وتعزيزًا لاستقلالية الأُمة ومسيرتها “الزوتشيه”.
تأسست جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية دولةً اشتراكية ذات سيادة، تتخذ “الكيمئيلسونغية – الكيمجونغئيلية” و”الزوتشيه” فلسفة متكاملة، والمُرشد والبوصلة في نشاطها الفكري والسياسي وفي غيرهما من المجالات. ولمَن لا يَعرف، يُعتبر مجلس الشعب الأعلى في كوريا أسمى هيئات السلطة فيها، ومدة ولايته خمس سنوات، وهيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى هي أرفع أجهزة السلطة خارج دورة مجلس الشعب، ومجلس الوزراء هو الهيئة التنفيذية الإدارية لسلطات الدولة، وهيئة إدارة مجمل شؤون الدولة، ومدة ولايته مماثلة لمدة ولاية مجلس الشعب، وينشط في الجمهورية حزب العمل الكوري، و”الحزب الديمقراطي الاشتراكي الكوري”، و”حزب تشوندو تشونغو” الديني، وغيرها من المنظمات، مثل “اتحاد الشباب الكيمئيلسونغي الكيمجونغئيلي”، والاتحاد العام الكوري للنقابات، واتحاد الشغيلة الزراعيين الكوري، واتحاد النساء الاشتراكي الكوري.
وسائل الإنتاج في الجمهورية هي ملك الدولة والجمعيات التعاونية الاجتماعية، واقتصادها مُخطّط. وتطبّق الدولة التعليم الإلزامي المجاني العام لمدة “12”سنة، بما فيها التعليم الإلزامي قبل المدرسي لمدة سنة واحدة، ونظام العلاج الطبي العام المجاني.
تناضل الجمهورية من أجل انتصار الاشتراكية التام في الشطر الشمالي، ولإعادة توحيد الوطن المُقَسَّم الى شطرين على أساس مبادئ “الاستقلالية” والتوحيد السلمي والوحدة الوطنية الكُبرى. وعن “الاستقلالية والسِلم والصداقة”، فهي المُثل العليا الرئيسية للسياسة الخارجية للجمهورية والمبادئ الثابتة لنشاطها الخارجي.
شخصيًا، شَهدتُ خلال زياراتي المُتعددِّة إلى كوريا على هدوء وسكينة الحياة فيها وتنظيمها الدقيق، فلا يوجد في الدولة فَقر أو فَقر مُدقع، ولا يُعاني البلد من أية بطالة، فالجميع يعملون، ويتم توفير وضمان الأشغال والوظائف ومختلف المِهن لخريجي الجامعات والمعاهد العليا والمؤسسات التعليمية الأُخرى، قُبيل تخريجهم الرسمي منها، كما يتم ضمان الرواتب التقاعدية لهم.
في الملامح الحقيقية المُبهرة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، أن “الشعب هو مَالك دولته الحقيقي”، إذ أن الأساس لنواب الشعب الذين هم من العُلماء والتقنيين والخبراء والنشطاء اجتماعيًا خير مجتمعهم بأكمله، ففي الانتخابات الأخيرة لنواب مجلس الشعب الأعلى الرابع عشر، لم يتغير هذا الواقع إلا قليلًا، وبقيت الشؤون السياسية مدار بحث هؤلاء، وإلى جانبهم الشرائح الواسعة من المثقفين الأعلين، وعُمَّال الفَحم والصَّهر، وكل المزارعين، وحتى عُمَّال تنظيف الطُرق وأمثالهم، خدمة للشعب بكل تفرعاته المهنية.
في كوريا، يُعتبر الشعب أقدس كائن وكلي القدرة، وتُعتبر مَصلحة الشعب أولوية مطلقة “بدرجة قصوى”. وأصبحت الخدمة المتفانية للشعب أسلوب وجود الحزب الحاكم “حزب العمل الكوري” والحكومة. تضمن الدولة مَأكل الشعب ومَلبسه ومَسكنه وغيره في كل الظروف المعيشية، وتتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك. توفِّر الدولة عملًا لكل فرد ولكل عائلة، ويمنحون المساكن التي تبنيها الدولة لهم بالمَجَّان. وبفضل منافع نظام التعليم الإلزامي العام لاثني عشر عامًا ونظام الصحة الاشتراكية، لا يَعرف جميع الناس في هذا البلد قلقًا وهُمومًا في مجالات التعلُّم وعلاج أمراضهم. وتتحمل الدولة مسؤولية تامة عن كل سياق في تنشئة وتربية الأولاد منذ الولادة في دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس الابتدائية والثانوية.
وتمنَح المِنح الدراسية للطلاب الجامعيين مجانًا، وتوفِّر ظروف التعلّم لكبار السن ولمختلف الأعمار بدون فلس واحد، بهدف تحويل جميع أبناء الشعب إلى موهوبين علميًا وتقنيًا، ويتلقى كل مواطن كوري علاجاته والرعاية الصحية الكاملة بالمَجَّان، والاهتمام الدائم به على يد الطبيب الخاص في موقع العمل والسكن.
المعروف للعَالَم كله، أن كوريا تملك قدرة جبارة لردع المعتدين، حتى صارت دولة عسكرية قوية تُنازِل بشجاعة منقطعة النظير كل عدو عاتٍ، وتضمن القوة الدفاعية الوطنية لكوريا السلام في شبه الجزيرة الكورية. ولهذا بالذات، نلاحظ في الآونة الأخيرة التحوّل من الوضع الدرامي صَوب السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية، وشمول المنطقة بصورة واضحة بالطابع السلمي، وكل هذه التحولات إنما تضمنها القدرة الدفاعية الجبارة لكوريا.
يُعرِب الملايين من زوار كوريا الأجانب عن دهشتهم لاختلاف واقع هذا البلد تمامًا عَمَّا تبثه الدعاية الغربية العاملة على تشويهه، إلا أن حقيقة كوريا “زوتشيه” تبقى أبدًا مُشرقة كقرص الشمس في كَبد السماء ووضَح نهارات كوريا المُفعَمَة بالجَمَال
• يحمل لقب الصحفي الفخري لكوريا الديمقراطية والأوسمة الكورية.