غطى خبر سجن جلبوع على خبر مهم في الاردن، وهو احباط محاولة اعتداء على مخابرات مدينة اربد، شمال الاردن من قبل خلايا تتبع لداعش.
طبعا هنا اوضح ان تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي داعش، لا يعتمد على بنية تنظيمية، متشابكة، ومتصلة، بل على تفريعات غير مرتبطة لديها عقيدة ضرب ما هو امامك، اي هدف يمكن الوصول له،وهذا ما يعرف بفكرة الذئب المنفرد؛ويأت هذا التكتيك الجديد من الارهاب، لمنع احباط تلك العمليات بحيث يتم تنظيمها ضمن الخلية الفاعلة، وبدون تسلسل تنظيمي شبكي بل الايعاز لاعضاءها اضرب اي هدف مباح امامك دون اي تخطيط او هدف مسبق.
ومنذ انهيار التنظيم الذي اعتبره الاكثر شرا وخطرا في تاريخ الجماعات المتطرفة، تحاول داعش بناء عمليات انتقامية ليس الهدف منها سوى اظهار الذات والوجود امام العالم.
وبحق تمكنت المخابرات الاردنية من سحق داعش واحباط كل مخطاطاتتها. باجتثاث الخلايا، حال تكوينها الفكري والعقائدي، قبل نموها وتطورها الى تدميري ومنع اي تسرب لها من الحدود .
جهود مكافحة الارهاب في الاردن قوية ومتمكنة ومنذ عام 1990 وبدء عودة الافغان العرب كانت المخابرات الاردنية تخترق بسهولة هذا العالم غير المعقد بتركيبته.
الخطر الذي نواجهه مع التنظيمات التكفيريةالجديدة سرعة التحول لافرادها ؛فقد كانت علامات التطرف التدريجي الذي تمر. بصراحة عبر نهج سلفي تحديدا؛ او خليط بين افكار حزب التحرير والاخوان والفكر التكفيري والولاء والبراء وكذلك مزيج من افكار دينية وسلفية بمراحل ملحوظة.فقد كان الشارع المحيط يرصد تحولات الشخصية السلفية.
الا ان هذا اختلف كليا، فظهرت تحولات سريعة من شخصيات غير متدينة؛ او لا يظهر عليها التطرف الى الحالة الداعشية؛ ساعد بذلك الشعور الطائفي الذي نتج ضمن حروب العراق وسوريا وايضا الفشل المجتمعي والاقتصادي والتجنيد عبر الانترنت والاخير كان الاخطر بمحاولة صناعة داعشية اردنية .
لكن المخابرات الاردنية نجحت امام هذه المراحل جميعها،بالرغم من الهجرات الهائلة من اللاجئين التي وصلت الى حد ثلث الاردن وخاصة مدينة اربد بمنع وجود خلايا. فحالة داعش تختلف عن القاعدة من حيث بنية التنظيم وصناعة العنصر.
كنت قد كتبت مقال قبل سنوات طويلة بعد حادثة
خوست في افغانستان والتي سببت لي تهديد من جماعة تكفيرية بالعراق اسمها (مجاهدي الفلوجة ) قلت ان علينا التواجد دوما في مطابخ التطرف، واختراقها وبراي اصلا هذا ما يتم.
ومحاولة استهداف مخابرات اربد لان تلك الدائرة تحديدا تميزت بمحاربة التطرف وصناعة الخلايا. وقد اعتلت اربد على باقي المدن لظروف عديدة لا مجال لذكرها هنا. وفي زيارة لي لوسط المدينة قبل 15 عام لاحظت؛ اهتمام وقتها من بائعين متجولين بالزي [الافغاني] ، وحقا تطور التيار السلفي هناك بالاحياء الفقيرة خصوصا، ولكنه واجه ضربات استخبارية كبيرةمنعته من التكاثر، ولعلنا جميعا نتذكر استشهاد راشد الزيود باحدى العمليات.
هناك سمعت عن شخص قتل باحد العمليات. يعيش بمنطقة حنينا. عرفته شابا درست معه بفترة ما. لم تظهر عليه اي علامات تدين . يبدوا بعد العشرين، تاثر بنمو الفكر السلفي الذي انتشر باحياء اربد الفقيرة .
ولا ادري هل كان المقصود من تلك العملية، ضرب مخابرات اربد لانها مركز مهم في تحطيم الخلايا ومواجهة احد المناطق التي صعد بها التيار السلفي لفترة ما. ام لان موقع الخلية كان في اربد وبجميع الاحوال وكمطلع بسيط اجد ان المخابرات الاردنية كانت الاكثر تفوقا في هذه المواجهة في خطوط التماس والاجتثاث والاختراق والتفكيك.فهي لم تدفع ثمن المواجهة. وساعد بهذا عدم وجود بيئة طائفية
والذي كما قلت ليس حديثا بل مع هجرة المقاتلين الى افغانستان والاردن خبيرة في ما يسمى ردة الثوار الاسلامين وغير الاسلاميين.
عموما اهم عنصر قوتنا ان الارضية الاردنية لا يوجد بها تناحر طائفي او مذهبي يمكن هذه الخلايا الشريرة من النمو ولعلي منذ نشوء داعش في سوريا والعراق قلت انها الاخطر علينا بمشروع التكفير والشر والقتل، وثبت كلامي انها كانت الاكثر خطرا، وقتلا، ضد بنية مناطق الاسلام السني فعند داعش الجميع كفار ويحل قتلهم.لذلك اختم ان على المجتمع المسلم نفسه محاربة هذه الخلايا وجذور الفكر منذ نشاته الاولى لدى اي شخص وهذا ما ادركته جميع القوى السياسية والدينية.
عمر شاهين
كاتب ومدون اردني