أكثر من 150 شاباً وشابة ورجالاً ونساء شاركوا في ماراثون “معاً نسير من أجل نهضة المرأة” الذي دعت إليه منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ضمن مشروع “تمكين بعضنا البعض”، وبدعم من الحكومة الأسترالية، الخميس الماضي، في مدينة الحسين الرياضية بعمان، ولاقى تفاعلاً واهتماماً كبيرين من قبل المشاركين ومن ضمنهم ممثلي منظمات المجتمع المدني وأعضاء شبكة نساء النهضة وشبكة شباب النهضة والتحالف الوطني الأردني جوناف.
هذا التضامن والتفاعل الواسع هو ما أكدت عليه المدير التنفيذية لمنظمة النهضة (أرض)، سمر محارب قائلة:”أتى هذا الماراثون ليظهر التضامن في مجتمعنا. حيث يسير الرجال والنساء والشباب من مختلف الفئات العمرية معًا للمناداة بنهضة المرأة. الأمر الذي يتطلب المزيد من المشاركة المدنية للمرأة وزيادة تمثيلها في مناصب صنع القرار في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهو ما نسعى إليه في هذه المسيرة بالتأكيد على حق المرأة في التعليم والرعاية الصحية والمشاركة السياسية”.
في حين أثنت رئيسة وحدة السياسات والرصد في اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، ديانا حدادين على هذه الفعاليات التفاعلية، وأكدت على أن الضرورة تقتضي تحقيق التغيير الإيجابي للمرأة والتخفيف من العنف ضدها، مشيرة إلى أهمية تفعيل قدرات النساء في كافة المجالات، وصولا للتغير المنشود.
يأتي مشروع “تمكين بعضنا البعض” في إطار أنشطة وبرامج المنظمة المعنية بالعدالة الجندرية ويسعى المشروع إلى تعزيز دور النساء والرجال وقدراتهم في هذا الصدد، وتدعيم البنية التحتية بالمهارات والقدرات اللازمة لتقديم الدعم اللازم والوقاية من العنف المبني على النوع الاجتماعي.
تعتبر حكومة أستراليا شريكًا دائم لتنفيذ نموذج واحة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والذي يستخدم نهجًا شاملاً لـ “الصمود والتمكين” ودعم اللاجئات السوريات والنساء الأردنيات ومجتمعاتهن الأكثر تأثرا في الوصول إلى فرص كسب العيش والحماية والخدمات وتعزيز المشاركة القيادية للمرأة.
وضمن هذا الإطار، تدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة الشركاء الوطنيين مثل منظمة النهضة(أرض) لتعزيز المشاركة المدنية للمرأة والمناصرة، ورفع الوعي حول آليات الحماية والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي. هذا ما وضحه سفير أستراليا في الأردن، برنارد لينش، قائلاً “”تلتزم الحكومة الأسترالية التزامًا ثابتًا بأن تكون في طليعة الجهود المبذولة لتعزيز المساواة وتمكين النساء والفتيات – عالميًا وفي الأردن. نحن ملتزمون ببناء صمود مستدام للمجتمعات والأفراد الذين يواجهون ظروفًا هشة، بما في ذلك الأردنيون واللاجئون السوريون وغيرهم”.
وتحدث عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن، ايفان قورشة، قائلاً “تلتزم هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالعمل مع النساء على مستوى المجتمع والمشاركة في خلق الفرص معهن ولإسماع أصواتهن في عمليات صنع القرار المحلية والوطنية “ولفت إلى أن هيئة الأمم تضع صوت المرأة في سلم أولوياتها، إلى جانب بناء قدراتها، والاستثمار في طاقاتها، مبينا أن العمل مع المؤسسات الوطنية في هذا المجال أولوية قصوى وضرورة ملحة.
وقبيل انطلاق الماراثون، قدمت فرقة موسيقيات الأمن العام عروضا موسيقية، وسط تفاعل كبير من المشاركين.
من جهتها اعتبرت الشابة مروى رائد، وهي إحدى المشاركات في الماراثون، أن نهضة المرأة تحتاج إلى دعم وجهد كبيرين، وأن تكون قضاياها في سلم الأولويات، مبينة أن مشاركتها اليوم هي جزء بسيط لدعم المرأة ومناصرتها.
وهو ما أكده المشارك الشاب ميسر ليث والذي حاز على المرتبة الأولى، مشيرا إلى أهمية المشاركة في مثل هذه الفعاليات التي تدعم وتناصر حقوق المرأة، معتبرا أن مشاركته في الماراثون جاءت للتأكيد على إيمانه بدور النساء في المجتمع.