مَعنى الفَوز العربي بمسابقة وطن الحرير.. الأكاديمي مروان سوداح

بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وبهدف التعرّف على آراء شبيبة الدول العربية ونشطاء هيئاتها المختلفة بشأن مَكَانَة ومَنْزِلَة الحزب الشيوعي الصيني عندهم، وفي سبيل تفعيل أدوارهم لتأصيل مسيرة الشَّراكة الإستراتيجية الصينية العربية بأفضل التفعيلات وأبرز وأخلص التفاهمات والتعاون الفِعلي، نظّمت دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الباني، “مسابقة الإنشاء” الموجّهة إلى الشبيبة العربية بعنوان “الحزب الشيوعي الصيني في عيني”، حيث يُولي هذا الحزب عنايةً بالغة بتطوير علاقات الصداقة والتبادل والتعاون مع مختلف الهياكل العربية.
نتائج مسابقة وطن الحرير أُعلنت مؤخرًا، إذ عَقدت دائرة العلاقات الخارجية للحزب جلسة الحوار مع الشبيبة العربية والتي حضرها أكثر من 100 شابة وشاب، من 15 دولة، وشكّل ذلك نجاحًا كبيرًا في مسار العلاقات الشعبية العربية الصينية، وفرصةً فريدة للاستماع لإجابات بعض المُشاركين الرئيسيين على الأسئلة الموجَّهة إليهم، ومنهم كاتب هذه السطور من الأُردن.
ترأس الجلسة معالي الرفيق سونغ تاو وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الذي أثنى في مداخلة له على تميّز العلاقات الصينية العربية، واهتمام الحزب الصيني بالشباب الذين يمثلون القاعدة الاجتماعية الأوسع، وضرورة تدعيم التبادلات والتعاون المشترك بين الشباب الصيني والعربي.
أفضت نتائج المسابقة إلى بروز وتألّق “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين” في المكان الأول بعددِ المشاركين والفائزين بالجائزتين الخاصة والأولى، وبمختلف الجوائز الأُخرى، ومنها التشجيعية، ما أكد على نجاعة وصوابية نضال “الاتحاد” ومبادئه، وتوجهاته، وسُمو مكانة قيادته المتألفة ووعيها، والثقافة العالية لكوادره، وليس أخيرًا طليعيته في الفضاء العربي، ومحبة القيادة والشعب الصيني له، وتميزه بالعلاقات الرفاقية الطيبة جدًا والتحالفية العميقة مع الصين حزبًا وشعبًا، ونجاح العملية الاتحادية التثقيفية لأعضائه الناطقين بلغة الضاد، كذلك بَانَ حِرص الصين المشكور على إبراز سُمو مكانة “الاتحاد”، ومتانة العلاقات الصينية معه، وهذا بالتالي ثَبَّتَ ورَسَّخَ بُنْيَة الاتحاد على أنه تَجَمُّع ناجح يَحمل رسالتهُ الشريفة والضرورية لعددٍ ضخمٍ من الناس، ومُتميّز بأهدافه وتطبيقاتها العَمَلانيَّة عالميًا، فلا شبيه له في كل الجوانب. كذلك، اهتم الرفاق الصينيون بإبراز “الاتحاد” من خلال توجيه الأسئلة لأعضائه للإجابة عليها، وبذلك كانت المسابقة رافعة عَمَّمت اسمه وتألق بريقه في المركز الأول، وبرهَنَ على أنه الصديق الأعلى والحليف الأصدق والأمين والموثوق للعلاقات والتحالفات والصداقة العربية الصينية.
من خلال المواد المُشَارِكة في المسابقة، تعرَّفت القيادة الحزبية وإلى جانبها القيادة السياسية الصينية، على آراء الشبيبة العربية بالصين، إذ أكد جميع المشاركين على ضرورة تدعيمها مع الصين، ولتخليق المزيد من الاقتراحات لترسيخها لكونها إسْتِراتِيجيَّة وصمَّام الأمان لاستقلال الدول العربية ومنعتِها، ولضمان أجواء السلام بمساعدة بكين، إذ أن تاريخ الصين يشهد على غزو خارجي لأراضيها، بينما لم تحتل الصين أي بقعة جغرافية، بل تبقى تدعو للتعاون والعلاقات المتساوية، واحترام الآخر وتميّزه التاريخي والسيكولوجي والسياسي والعقائدي، وهذا يُشكّلُ لوحة فسيفسائية كونية متناسقة، فأهمية دور الصين هو المفتاح الأساسي في حل المُعضِلات السياسية والاقتصادية العربية لصالح السلام الدولي والاستقرار الأُممي، إذ ترفض الصين – التي تؤمن بمساواة الدول والشعوب والحضارات – عدم احترام جهات متطورة لأطراف أقل تطورًا، فالجميع بعينها سواسية، وهِبَة الحياة مُقدَّسة تشمل الجميع دون استثناء، وهو ما أكد عليه الأمين العام للحزب، الرئيس الصيني شي جين بينغ، حين قال إن الصين تسلك طريق التنمية السلمية بثبات، أي أنها تنمّي نفسها عبر حماية السِّلم العَالمي، وتحمي هذا السِّلم من خلال تطورها الذاتي.
وبهذه المناسبة التي لم يَسبق لها مَثيل، أدعو قيادة الحزب بالصين إلى تنظيم مسابقات أخرى مشابهة، تكون بتواريخ احتفالية تَجمَع الصين بالدول العربية، كذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دول العالمين الصيني والعربي، واحتفائيات بتوقيع معاهدات الصداقة والتعاون، ومسابقة خاصة عن مسارات “مبادرة الحزام والطريق الصينية” في أراضي البلدان العربية، وغيرها الكثير من المناسبات الثنائية المضيئة التي تجمَع الصين بالعرب، ذلك أن عالمينا يسيران بثقة نحو توسيع قفزات المُصَاهَرة بالدمِ والعَظْمِ من خلال عائلاتنا المُشتركة التي يتكاثر عَدَدها يومًا في إثرِ يوم.