تتكاثر دكاكين جَمع الأموال الَحرام على حساب الشعب الأردني وسُمعة الأردن المضيئة في جهات الدنيا الأربع وقامة الأردن العالية في عيون البشر، وعالمية شأن المملكة ووسطية سياستها ودورها العربي والدولي السلمي الكبير لحماية الأمان وهِبة الحياة الإنسانية المُقدَّسة، وكرامة شعوب منطقتنا المُعذَّبة بالنزاعات والمُبتلاة بالصراعات والحروب والمواجهات المتلاحقة الحارة والباردة على حد سواء.
النظام السياسي الأردني إنساني الجوهر والتطبيقات والقسمات، ولا يلجأ إلى أساليب تختطها بعض الأنظمة الأخرى لقمع المعارضين لها، ولهذا نرى أن هؤلاء المعارضين إنّما يستغلون هذه الطبيعة الإنسانية التي يتحلّى بها النظام الملكي، للطعن به وبالوطن والشعب عن بُعد عشرات آلاف الكيلومترات عن عمّان ومدن المملكة، إذ يخشون هبَّة شعبية في مواجهة أكاذيبهم وتلفيقاتهم. هؤلاء مضحكون ومساكين العقل حتى في طبيعة تسويق المعلومة وطريقة ظهورهم على شاشات اليوتيوب، فهم يُعرّون أنفسهم وأهدافهم بألسنتهم هم، فالمعارض الموضوعي الحقيقي يبقى في الوطن بين أهله ليأخذ مكانه ومكانته في عملية الإصلاح الوطني، لا وراء كاميرات أجنبية طاعنة بالأردن ومَن هم من أهله وعزوته في وطن الآباء والأجداد.
السؤال المنطقي الذي يَبرز الآن وبِحِدةٍ: مَن هو ذا الذي يَقبع في إطارات دكاكين التسوّل هذه المنتشرة في دولٍ أجنبية وتوسعية، تصمت حِيال مؤامرات مروّجي الفتن في مخابئها، نافخة السموم في أبواقهم، ومُتَعَهِّدة لهم ماليًا، و”حانية” عليهم في نقلاتهم الجغرافية بين عواصم لا ترى استمرار “عَظمَتِهَا” ووجودها وتأثيرها سوى في عَملانيات تخريبية، لإفساد ما يمكنهم إفساده من وراء حدود بعيدة، وقريبة بعيدة، للنيل من كل إضاءة في وطننا، وبالذات تلك الأنوار التي نزهو بها، والتي أهدت الحضارة والتحضّر الأبدي لبني آدم وحواء.. وبذلك، نرى أن ما يجري من هجوم مُرَّكّز على الوطن الحبيب، إنما هو حرب التحالف الهمجي الدولي على ركائز وأرض الحضارة والتحضّر في منطقتنا الجريحة، التي يَسطع فيها نجم الأردن ملكًا ودولةً وشعبًا، ذلك أننا نكتشف كل يوم آثارًا جديدة لحضارتنا التليدة والعظيمة القابعة في جوف أرضنا الطافحة بها وبتوليدات الإيمان والطهارة العقلية والقلبية، التي سبقت الدول الكبرى التي تتغنّى اليوم بعلومها وأعلامها.
التساؤل الذي يطرحه كثيرون اليوم من أصدقاء ومحبي الأردن: ما هو هدف الزاعقين والناعقين على الأردن من خارجه، ضمنهم أشباه كُتّاب وأدعياء إعلام وصحافة هربوا من البلد في عتمة الليل، بعد افتضاح ارتباطاتهم الخارجية بخاصة مع العدو، وطبائعهم المُتفحِّمة، وإثر افتضاح الرشَى التي كانوا وما زالوا يتلقونها تباعًا من تحت الطاولة، من جهاتٍ مختلفة متآمرة على أمنِ الأردن واستقراره، طاعنين المملكة بكل الخناجر المسمومة التي تصل إليها أيديهم الغارقة في الإجرام وتعدّد “أولياء الأمر” لدى كل منهم.
لا يمكن لوطنيٍّ شريف ومواطن عاقل وحريص على سلامة بلاده وشعبه ومستقبل تراب وطنه، ارتكاب خطيئة الطعن بشعبه وقيادته السياسية ومقدَّساته الوطنية والركائز التي تَسنِد هذه كلها، ومن ثم يَدّعي الخير لنا في مواجهة الأزمات التي يزيدها هو تأزيمًا، ويتسبب بجراح جديدة لكل ما يَمِتُ للوطن الجميل والهادئ بصلةٍ، فهذا من شأنه توفير ذخيرة حيَّة مجانية للقوى المتربصة بنا التي تنتظر من المتآمرين أصحاب الذهب الرنّان، خلخة الوَحدة الوطنيَّة، تمهيدًا لتنفيذ مآربهم القتّالة إمعانًا بتشتيتنا، وفي محاولة لسحقنا ولن يستطيعوا فهم أقزام أمام جبابرة الوطن، ولكل مَن تسوّل له نفسه الشهرة الوقتية على حسابنا مليكًا ووطنًا وشعبًا، متجردًا بحُمقٍ بالغ من كل مبدأ وعقيدة دينية ودنيوية، نقول: خسئتم فلا وطن لكم، فقد تآمرتم على مساقط رؤوسكم في المدن والقرى والنواحي الأردنية العريقة التي تنكّرت لكم ولفظتكم، لأن مصيركم حصرًا هو جهنم أبدية للطالحين أمثالكم، وإلى جانبها مزابل التاريخ النتنة والمُمْرِضَة لكل كلبٍ منكم يعوي ويجول بين العواصم الأجنبية نابحًا عارضًا خدماته في حرب الأكاذيب واختلاق الحقائق وتشويه الوقائع، فإلى “جِي هنّوم” أيها الحُقراء، الشعب الأردني لفظكم، وأسيادكم قريبًا يلفظونكم.. تذكّروا هذا..!
(…)