“ناديجدا” – نادِي للمُصَاهَرِةِ والعِمران.. يلينا نيدوغينا*

استضاف “المركز الثقافي الروسي” – “البيت الروسي” في عَمّان، في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021م، معرضًا مخصَّصًا لِ “يوم الوَحدة الوطنية الروسية”، وهو العيد الذي تستنهض فيه الأمة الروسية المتعددة الأعراق والشعوب والديانات معاني الوَحدة والتكاتف والبطولة والصمود. أقام المعرض “نادي ناديجدا” (“الأمل”) الخاص بالسيدات الروسيات المُقِيمات في المَملكة الأردنية الهاشمية، لتتألق هذه الفعالية بحدب واهتمام ومتابعة السيد أليكسي فاليريفيتش بوكين، مدير عام المركز الثقافي الروسي، وحضر افتتاحه عدد كبير من المهتمين، والزوار، ومُمَثِّلات النادي والسيدات الناشطات فيه وإلى جانبه سيدات المجتمع الروسي في المَملَكة، إضافة إلى رئاسة وكوادر نادي “ابن سينا” لخريجي الجامعات والمعاهد الروسية، وجمعية الصداقة الأردنية الروسية، وغيرها من الهيئات الداعمة للنادي والصداقة مع روسيا.
تقول رئيسة “نادي ناديجدا”، السيدة “نتاليا نزارينكو”، إن هيكلية ناديهم الاجتماعي ناشط في فضاء ومَسَارِب مهمة وحيوية، إذ إنه يَضع نصب عينيه على مهمة شريفة وراقية، هي توثيق العلاقات الروسية الأردنية، وتدعيم المُصَاهَرة الأردنية الروسية للعائلات المُختلطة، وللمزيدِ المتواصل من تقريب الشعبين الصديقين الروسي والأردني من بعضهما البعض في كل المناسبات، ولتوسيع وتعميق رقعة التفاهم الثنائي والمشتركات الإنسانية بينهما في حقول متجددة دومًا، وتعريفهما على ثقافة وحضارة وعلوم الآخر الصديق والحليف، وتبادل المَعارِف، وترتيب مسابقات ذات لون إثنوغرافي “أون لاين”، ورحلات سياحية – ثقافية في أرجاء المَمْلكة دعمًا لبرامج وزارة السياحة والآثار ووزارة الثقافة، إذ يَمتد نشاط “ناديجدا” الثقافي والسياحي من إربد وإلى العقبة مرورًا بالبحر الميِّت، للتعريف بواقع تلك المناطق وتاريخها وحضارتها من خلال توزيع المنشورات السياحية على المشاركين في هذه الجولات، وبمرافقة سيدة – دليل سياحي رسمي، مُلم بكل التفاصيل التاريخية والأثرية والجغرافيا الأُردنية وتاريخ المَملكة الأردنية الهاشمية.
أضف إلى ذلك كله منهجة وتنسيق أنشطة خيرية، ومدِّ يَد العون والمُسَاعَدة والمَسَانَدة للأفراد والعائلات والأُسر المُحتاجة، وتدريس اللغة الروسية للأطفال. زد عليها ما يُنظِمهُ “نادي ناديجدا” بين حين وآخر مِن معارض في “البيت الروسي” بدعم ومؤازرة من مديره العام الهَمَّام السيد أليكسي فاليريفيتش بوكين، الذي ما توقف يومًا عن مساندة النادي وأنشطته وأهدافه التي تتلخص في الأنسنة الشاملة. كذلك، تجري فاعِليات النادي في مَقر جمعية الصداقة، وفي إطار ألوان أخرى من الأنشطة، من بينها استقطاب متخصصين باللغة العربية لتدريس الكِبار، وإحياء المناسبات الوطنية الأردنية والروسية والأممية ذات الصِّلة، والتي ضمنها الثقافية التي تستهدف النشء من الجنسين.
تَميَّز المعرض – “الباراز” الأخير لِ”نادي ناديجدا”، المُقَام في أرجاء المركز الثقافي الروسي، بزوَّاره الكُثر من مختلف الأعمار، بينهم ضيوف من قوميات غرب أوروبية، مِمَّا يعكس نجاحًا لا حدود له للنادي الذي يُباهي بالسيدات الحِراكيات النشيطات في عضويته، اللواتي يَصلن النهار بالليل في سبيل إنجاح أهدافه التي تُهدى على طبق إنساني لمَن هم في حاجة ماسَّة إليها، لتغدو الحياة أبهى وأجمل ضمن جماعة بشرية متناغمة ومتحابة، فكل سيدة تعمل في مجال مُحدَّد تختصُ به وتُبرِز على المَلأ إنجازاتها من خلاله، إذ تحولت مجموعة السيدات الأعضاء في النادي إلى هيئة متجانسة، فهن يُدركن المناط بهن من أشغال وحِراكات لا تهدأ ولا تتراجع، ما يَعرض إلى سِمة جودةٍ وتفوّقٍ للنادي برمته بكل كوادره النسائية ومِن حولهم مَن يَشدُ أزره مِن الأصدقاء والداعمين والمُساندين، ليغدو العِمران الإنساني على وجه الأرض الأردنية المِعطاءة في أخصب وأثرى وأَجْوَدُ وأَرْقى حالاته.
*إعلامية وكاتبة روسية أردنية، ورئيسة تحرير “المُلحق الروسي”.