رمزي الغزوي
الأخ الحبيب والصديق العريق والزميل الشجاع، والإنسان الشفيف اللطيف. أعرف أنك لن تحتاج إطراءات في هذه الساعة. بل ما تحتاجه أن أصدقك فحسب، سيما بعد أن لمحت خروج الأمر عن إطاره، دون شعور منك، ولهذا أقول: “قضيتك لست لجم حرية رأي وتعبير، وتكميم أفواه، كما راجت وتروج، وكما تصورها كثير من الأصدقاء والمتابعين الذين لم يطلعوا على حيثيات المشهد. بل هي قضية: “تشهير وتجريج وذم وقدح وتحقير” تمت من خلال معلقين على صفحتك، وقد صدر حكم قضائي في هذا.
أتعاطف معك أنا وعائلتي، وسيؤلمنا أن تسجن ولو ثانية لا سمح الله، ولكن هذا لا يمنعني أن أقول إنك أعدت توجيه القضية بشكل مناف لجوهرها وهذا يؤذي الحقيقة.
يعرف الجميع أنك ومنذ سنوات طويلة تمارس النقد بكامل حريتك، وتعجبنا لمحاحيتك في كثير من منشوراتك، وأنت تنتقد بحصافة وكياسة. انتقدت الملك، ورؤساء وزارت ووزارء ومدراء ورؤساء جامعات ورجال دين وفنانين وغيرهم، ولم نسمع يوما أن أحداً منهم أقام دعوة بحقك لمنعك من التعبير.
ما جرى في قضية الأستاذ الوزير السابق محمد داوودية، أنه لم يتقدم بشكوى بحقك بسبب منشورك الذي انتقدته فيه، وهذا مثتب. بل لأنك سمحت بذمه وقدحه والتشهير به وتجريحه شخصياً بطريقة لا أصدق أنك قبلت بها. ومن يتذكر بعض تلك التعليقات؛ سيؤيد هذا القول. كانت كريهة مقيتة مليئة بالقسوة، تخرج من باب النقد وإبداء الرأي إلى التجريح والإساءة. والسؤال الحاسم: لماذا لم توقف تلك المذبحة أو المسفحة؟ رغم أن أصدقاء ناشدوك بهذا. وأنت رفضت أول الأمر، ربما بحجة أن من حق الناس أن تبدي آراءها. لكن تلك ليست آراء يا يوسف. أنت تعرف أنها ردح وشتائم مقذعة وموذية وأظنها آذتك أنت؛ لأنك بعد ذلك حذفت المنشر كله، إذ وجدته عملا غير صالح. لكن بعد أن آذيت الرجل.
وبالطبع أن أدعم حق الجميع في إبداء الرأي وحقهم في التعبير، ولكن دون تجريج وقدح وتشهير. كل منا يستطيع أن يوصل رأيه دون إساءة.
وسيقول البعض إنك لست مسؤولاً عن الآخرين إذ يعلقون. ولكن هذا ليس مبرراً. فأنت صاحب المنشور والصفحة، ومعروف أن التعليقات جزء لا يتجزأ من المنشور. وأنت مسؤول عن صفحتك، تماما كما إنك ما كنت لتسمح لأحد بشتم داووديه، أو غيره، في بيتك في الهاشمية أو في عمان.
يا أبا عبد الرحيم: الأصدقاء والناس الطيبة الذين اصطفوا إلى جوارك يحق لهم أن يعرفوا كنه القضية دون مغالطة ولهذا ارى أنك مطالب بأن تلقي قميصك على وجهها لتعود مبصرة.
وإذا كان قانون الجرائم الإلكترونية ظالماً، كما أراه في بعض جوانبه، فتلك قضية أخرى، لا يحق لأحد منا أن يمزجها بهذه القضية.
ربما من باب أولى اليوم، وأنت المجبول على الحق، لو أنك اعتذرت للرجل تمهيدا لطوي الصفحة، وأن تدعونا كلنا، محبينك وأصدقاءك ومتابعينك؛ لنتحلى بحرية التعبير المسؤولة، البعيدة عن كل تجريح وإساءة.
كن بخير حبيبي