تنشيط السياحة “تصفق وتهلل” لشركات طيران اجنبية وتغرز الخنجر في خاصرة الطيران الاردني

كتبت مروة البحيري

اصبح “الانبهار” الذي تتعامل به هيئة تنشيط السياحة مع ملف شركات الطيران الأجنبي لغزا وأحجية، نظرا للاهتمام “المستميت” من رئيس الهيئة الذي نحترمه الدكتور عبدالرزاق عربيات وما يبذله من جهد مضني للترويج والتهليل لشركات الطيران الاجنبي والتصفيق لها، وهذا ما لمسناه خلال المؤتمرات الصحفية التي حرصت الهيئة على اقامتها ودعوة الاعلاميين والحديث عن نجاح المفاوضات ونشر الاخبار واستضافت مسؤولين من شركات طيران اجنبية في صورة اقرب الى الترويج لمنتج “تجميلي” او حتى دواء لكورونا.
من حضر مؤتمرات تنشيط السياحة الترويجية لهذه الشركات يعتقد -بل يصبح جازما- ان الاردن تخلو من شركات طيران او ان الشركات الاردنية “مترفة” ولديها فائض من الركاب والمسافرين وتنشد الدعم من شركات اخرى تساندها في نقل الركاب.. ولن نتحدث بالمزيد عن هذه المؤتمرات التي اصبحت خنجرا في خاصرة شركات طيران محلية لم تجد لها بواكي من الحكومة، بل أن جميع هذه المؤتمرات لم تتطرق من قريب او بعيد لـ 3 شركات تنزف وتناشد ولا آذان صاغية.
من وجهة نظر “السياحة” ان هذه الشركات الاجنبية هي محاولة لجذب السياح للاردن وربما لا خلاف على ذلك وإن احتوى بعض المبالغة والتهويل.. ولكن ماذا عن دعم شركات الطيران المحلي ( الملكية الأردنية، وفلاي جوردن، والأردنية للطيران) والتي تشغل الالاف وتدفع الضرائب وترفد خزينة الدولة وتحملت ما تحملت في ظل وباء كورونا وتوقف الرحلات واغلاق المجالات الجوية.. اليست هذه الشركات وطنية وتستحق ولو قليل من الرعاية والاهتمام.. وهل يكون الحل باطلاق الرصاصة الاخيرة عليها والترويج لشركات طيران اجنبية في منافسة غير مقبولة او معقولة.
وهل تعالج وزارة السياحة الاردنية خسائر شركة “راين إير التي بلغت مليار يورو وتتعاطف معها بتشغيل طائرتها داخل الاردن وفي رحلات تقوم بها الشركات الاردنية.. أم تحاول لملمة جراح “إيزي جيت” التي تكبدت خسائر بـ 27,1 مليار جنيه استرليني خلال عام.. اليس من الأولى لملمة جراح الشركات الوطنية ودعمها والاستماع الى مطالب المستثمرين الاردنيين في قطاع الطيران بدلا من صدهم واشاحة الوجه عنهم.. ولماذا خصصت الحكومة الملايين لتسويق 3 شركات اجنبية “منخفضة التكاليف” بالوقت الذي تنزف فيه 3 شركات اردنية ولا مغيث؟!