(القبّة العبدلية) في خطر! باسم سكجها

أحاول منذ ساعات أن أفهم ما جرى في مجلس النواب، ومع أنني تابعته على الهواء مباشرة، وشاهدت الفيديوهات في كل الوسائل، من زوايا مختلفة، ولكنّني بصراحة أقف عاجزاً عن فهم الأمور، وكيف تطوّرت إلى مشهد مُدهش في غرابته، ومسيئ لأصحابه، ونحن كشعب أهمّ أصحابه.

معالي أبو فيصل، رئيس المجلس، كان مستفَزاً منذ البداية، دون أن نعرف السبب، وصار مُستفِزاً مع مداخلة النائب السميرات الذي استخدم كلمة (عيب) فأنّبه، وشطب الكلمة من المحضر، وقال له: هذه كلمة تستخدمها في السوق وليس تحت القبة، ولكنّ أبا فيصل استخدم أقسى منها حين ردّ على نائب بقول: إخرس، وأكثر من ذلك!

لم أجد في الموضوع المطروح ما يحتمل الشتم والتضارب، فيمكن للتصويت أن يحسم الأمر، ولا أظنّ أنّ إضافة كلمة الأردنيات هي التي صنعت المشكلة، لأنه بات واضحاً أن المسألة (ليست رمّانة بل قلوب مليانة)، ولست أقف مع تحليل تآمري يفيد بأنّه أريد لتلك الجلسة أن تنتهي بتلك الطريقة القاسية، ولكنّني لا أستطيع أن أستثنيه من الحسابات.

قد يكون الأمر متعلقاً بالمزاج العام، وشاهدنا هذا قبل أيام في نقابة المهندسين، وتمّ حسم الخلافات بالتصويت آخر الأمر، ولكنّ المؤسف هنا أن ينعكس ذلك المزاج العكر على مجلس الشعب المنتخب، فدوره الأهم هو في كونه يمثّل أفضل ما نملك من عقل وفكر، لا في وجوده كعدسة مضخّمة لما يجري خارج العبدلي.

ليس جديداً على القبّة العبدلية أن تشهد مثل ذلك التضارب، وقد استمعنا قبل ذلك إلى أصوات رصاصات كلاشينكوفية على أعتابه، ومئات عبوات المياه تناثرت بين مقاعده، وتناثرت الشتائم في جلسات لا تُعد ولا تُحصى، وعلى مدار سنوات كثيرة، ولكنّ ما جرى اليوم يجعل من الناس المنتخبين منّا يضعون الملح على جرحنا، ولا يحاولون تطبيبه.

يُفترض أن الجلسة رُفعت لتستأنف غداً، والأمل أن يستطيع الرئيس استيعاب المشكلة، لنستمع إلى حوار راق حول أهم ما سيكون تأسيسًا لمستقبلنا السياسي، وفي آخر الأمر فهي قبّة أراد مصممها أن تكون كالمسجد الجامع، أما إذا كان غير ذلك، فعلى الديمقراطية السلام، والقبة العبدلية في خطر، وللحديث بقية!