احتفت الجامعة الأردنيةُ في مدرج محمد علي بدير يوم الأحد الموافق 2021.12.26 بالشاعر نظامي الكنجوي في الذكرى ال 880 لميلاده في مدينة كنجة – التي تعتبر أحد المراكز الثقافية الهامة في جمهورية أذربيجان – بإصدارٍ موسومٍ فريدٍ تحتَ عنوانِ (الشاعر الأذربيجاني نظامي الكنجوي في عيون عربية) عن دار خطوط وظلال، وقد ضم بين جنباته ثلَّةً من الأقلام الرصينة من الأكاديميين والأكاديميات في الوطن العربي وأذربيجان والمُلمَّة بسيرة الشاعر وأُطروحاتِ أدبِهِ الرفيع.
هذا وقد استهلَّت الاحتفالية التي رعتها رِئاسة الجامعة مشكورةً وسعادة سفير جمهورية أذربيجان لدى المملكة الأردنية الهاشمية إيلدار نادر أوغلو سليموف والتي امتدت على مدار ساعات ثلاث، بكلمات احتفائية بالشاعر الأذري ذائع الصيت منها: كلمة أ.د. ناهد سليمان عميش عميد كلية اللغات الأجنبية في الجامعة، والتي رحبت بالحضور الكريم وأشارت إلى أهمية الفعالية لتوضيح أثر الشاعر في الأدب المعاصر لحقبته والأدب المقارن حالياً، وكذلك كلمة سعادة السفير سيمور فاتالييف الذي عرَّج في ورقته على دور مؤلفات الكنجوي الخالدة بتطوير فن المنمنماتِ الشرقيِّ، والتنويه على إدراج أعماله الإبداعيةِ في قائمة الملكيات الحكومية من قبل مجلس الوزراء الأذربيجاني في عام 2019، وكلمة سعادة السفير أيلدار سليموف التي ختمت الشطر الأول من الاحتفالية بشكر الحضور والكتَّاب المشاركين في الفعالية ، والأقلام التي أسهمت بالتعريف عن الشاعر في الكتاب الصادر حديثاً، مُمهِّداً الطريق لبدء الندوة الخاصة بالكتاب الذين شاركوا بأبحاثهم في تجميع مادة الكتاب محلِّ الاحتفاء.
هذا وقد أشرف على الندوة كلُّ من الشاعر راشد عيسى كمُدير لها، والدكتور عبدالكريم جرادات كمُنسِّق للعمل الأدبي المُحكم. وقد أتت كلمات المشاركين من خلال الإنترنت كافة لتؤكد على أهمية الكتاب كمرجع لحياة الشاعر وعطائه الغني، نظراً لقلة الأعمال في المكتبة العربية المنوطة بسيرته وأدبيّاتهِ، ولتلتقيَ في محور هُويَّة الشاعر الأذريَّة الخالصةِ، والتي عمدت عدة أطراف في السابق على محاولة نسبة هذا العَلَمِ الفذِّ إليها، وذلك لما له من ثِقَلٍ واضح في زمنهِ وتأثيرٍ على معاصريه من الأدباء ومن خلفَهُ منهم.
وقد كان من اللافت من بين المشاركين والمشاركات مشاركة الدكتورة شيرين حسنين من جمهورية مصر العربية في الندوة، وهي ابنة الدكتور عبدالنعيم حسنين مؤلف كتاب (نظامي الكنجوي: شاعر الفضيلة، عصره وبيئته وشعره)، حيث عمدت الدكتورة إلى استكمال مسيرة والدها في مراجعة تراث الكنجوي العامر بالثراء البلاغي الشعري والسلام الروحاني، وهو ما أهَّله بحق حتى يُلقب بشاعر الفضيلة لدماثة خُلُقِهِ وسلامِ طويَّتِه.
هذا، وإني كمتذوق للنصوص الكنجوية العميقة أبارك لكل القائمين على هذا الحفل المهيب تكلله بالنجاح التام، والذي أتى تنظيمه متناغماً مع إعلان عام 2021 عام نظامي الكنجوي بموجب مرسوم فخامة رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، والذي إذا ما شئنا وصفَهُ وصفاً شافياً وافياً لكفانا تعبير الأستاذ الدكتور إمام وردي حمديوف الذي قال عن نظامي الكنجوي في ورقته في الفعالية : “نظامي كنجوي إمامٌ للمدرسة الشعرية الأذربيجانية ..”، وهو كذلك بحق، وسوف يبقى على مرِّ الحقبِ والعصور.
*شاعر وأديب أردني حائز على جوائز القصة العربية القصيرة.