دهرٌ أو دهران…
تغيّرَ العالم!
صبيٌّ على نافذةٍ علّقَ ووجهَه
يستجدي الرّيحَ قبلةً وأسئلةً:
مَن يأتينا بالمطرِ من فوق السّحابْ؟!
مَن يجلب الحليبَ لإخوتي المهاجرينْ؟!
مَن يسقي عريشةَ البيتِ بماءِ الحكاية؟!
من يُسكت البلبلَ الثّرثارَ في قفصِ الحديدْ؟!
مَن يسحب الأحلامَ من أفولِها إلى الواقعِ الشّريدْ؟!
مَن يُنهي الحربَ التي بدأت من ألفِ عامْ؟!
مَن يمسحُ جبينَ الأيامِ عن سأمِ المنامْ؟!
مَن يطلقُ ولدًا في قبلةٍ إلى العالمْ؟!
مَن يُعدُّ السّندويشاتِ لرحلةٍ مجهولةِ الهويّةِ… والمعالِمْ؟!
مَن يُطَمئنُ حين يكذبُ الوالدُ: “كلّ شيءٍ بألفِ خير!”،
وبأنّ الدّربَ محفوفٌ بالأملْ…
مَن يسندُ رأسَكَ حينَ يهوي إلى التّرابِ
يقبّلُ وجهًا نائمًا تحتَ وسادةِ العشبِ… بِوَجَلْ؟!
مَن يودعُكَ الغيابَ في جحرْ
كلّما عضّكَ الحنينُ يغنّي لك قبل النّوم،
يَعُدُّ الخِرافَ لتغفوَ أنتَ على وترْ؟!
مَن يزرعُ على حدِّ سكّينٍ وردةً
ويقول للعطرِ “يا عطرُ انهمر!
انهمر فوق الضَّحايا، فالضَّحايا مَرايا
فيها تمتدُّ ملايينُ الصّورْ!”
دهرٌ أو دهران، تغيّرَ العالم…
على نافذةٍ تتّسعُ أمامَ مقبرة، علّقَ وجهَهُ للرّيحِ
يسألُ: لماذا يا أبي ودَّعتَ أمّي؟!
فيأتي الجوابُ قتيلا
كهذا العالم الميْتِ في التّرابْ…
وتهزُّ قلقَهُ الطفوليَّ امرأةٌ
بالُها بشالِها،
على نافذةِ الصّفِّ الخامسِ،
عامَ ألفِ عامٍ مُجدِبٍ… قبلَ الخَرابْ.
متابعة/لطيفة القاضي