نادر خطاطبة
التراخي يجرح الهيبة
في مثل هذا اليوم من العام الماضي سجلت اول حالة وفاة لثمانينية بفايروس كورونا، واليوم سجلنا 82 حالة ، ليصل إجمالي الوفيات منذ أن حلت الجائحة علينا الى 6554 حالة ..
المفارقة ان منشور ذكريات حول وفاة المسنة قبل عام ، تصفحت تعليقاته ، لأجد ( كُثر )تتبعوا سيرتها المرضية ، وانها كانت تعالج من أمراض مزمنة، وفشل كلوي وتعالج بمستشفى خاص، قبل ان تنقل لمستشفى حكومي بعد إصابتها بالوباء ، في محاولة لاقناع أنفسهم، وتعزيز شكوكهم حول الوباء ووجوده، او حتى درجة خطورته لمن يقر بوجوده..
المشكلة اننا ما بين مثل هذا اليوم من العام الماضي واليوم من العام الحالي ، هؤلاء ( الكُثر ) ما زالوا متواجدين ، وربما تكاثروا، ويتكاثرون رغم عظمة البلاء، ونشاهدهم يوميا في كل مكان، وللأسف الحكومة واذرعها، كلما أظهرت حزما تجاههم ، ماتلبث ان ترخيه لاعتبارات لا نفهمها ، لكنها لاشك تجرح هيبتها ، وتصعب ايجاد مصدات تدافع عنها وعن قراراتها..
في الانباء اليوم ان مصابا مُنِكرا لاصابته، رغم ثبوتها مخبريا، ضبط بين صفوف المواطنين المراجعين لإدارة ترخيص المركبات، واكتُشف صدفة ، بعد ان ظهر الاعياء عليه ، ولدى مراجعة سجلات المصابين تبين إنه مصاب ومعزول منزليا، فتم نقله لمستشفى البشير ، مع التلويح بتوجيه لائحة اتهام قضائية بحقه، ومحاكمته بعد الشفاء .
بالمقابل امس كانت هيبة الرقابة والتشدد بالإجراءات تسقط، في تشييع جثمان المرحوم الكابتن راتب العوضات ، والمفارقة ان كل وسائل الإعلام نقلتها بالصوت والصورة ، ومن قبل شهدنا تشييع جثامين لشخصيات سياسية، ورسميه واجتماعية بحشود امر وابلى ، أيضا بالصوت والصورة ، دون اي إشارة ولو على استحياء لسلبية التجمعات ومخالفتها، التي لا يتحملها طبعا ذوي المتوفي، لكن السكوت عنها غير مبرر، وتحت أي ظرف ، بل ان الإجراء السليم كان يستوجب التحوط لها قبل الوقوع، ما دامت متوقعة، خاصة وأننا كنا نلمس مبادرات استباقية، لحكام إداريين بمتابعة اي جنازة لمتوفى من العامة، ان زاد عددها عن ٢٠ مشاركا..
المشاهد ذات الصلة بتشديد اجراءات الوقاية والسلامة العامة للأسف، تعكس ان هيبة الرسمي طيعة كالعجين ، ويشكلها كيفما يشاء ، بدلالة حظورها بقوة وقسوة، في 24 آذار، لتغيب بقية أيامه، اللهم بحوادث فردية كما في حالة صاحبنا ” ابو الترخيص ” الذي شكل مادة انتقادية دسمة لعلاك الشارع ..
اللهم الصبر على إثنين ، حكومة اجراءاتها ” مرقة ” ، والمنكرين للوباء وتداعياته بفعل تقاعسها ، واعان الله البشر الملتزمين على الاثنين .