الروابدة يضرب في العمق ويخترق جداراً ويقول كلاماً جريئاً غير مسبوق .. لماذا الآن؟

الصحفي عبدالله بني عيسى .. يكتب

 

عبدالرؤوف الروابدة، وهو شخصية محورية في النظام السياسي الأردني، وأحد من يوصفون برجال الدولة المهمين، يضرب في العمق، ويخترق جداراً متقدماً في النقد، ويقول كلاماً جريئاً غير مسبوق.

 

يحق لنا أن نطرح أسئلة واجبة عليه:
لماذا الآن؟

 

ومن هو أو هم الذين نزلوا بالبراشوت وكانوا يفصلون قوانين انتخاب في كل دورة لا تخاطب مصالح الناس ولا يعرف مصدرها؟ ومن هي القوى الوهمية التي ساندتهم؟ ومن هم الذين أخلوا بالعقد الاجتماعي (دستور 52)؟ ومن الذي يحاول أن يكبح حكومات الأغلبية بالتعديلات الدستورية؟ وكيف؟ ومن هم الذين بدلوا البندقية من كتف ٍ إلى آخر؟ ومن الذي أنتج “ملهاة” الإصلاح السياسي ولماذا؟

 

الروابدة في محاضرة اليوم سيدشن غالباً نقاشاً ساخناً في عمان خلال الأيام المقبلة، وسيُثار جدلٌ واسع حول أسباب هذه الغضبة، التي سيصفها البعض بالمتأخرة. وسينقسم الناس بين مشككين ينواياه ومصدقين لها. وفي كل الأحوال سيتعين عليه أن يتحلى بمزيد من الشجاعة ليجيب عن مثل هذه الأسئلة بكل صراحة.

 

شخصياً أنا مع هذا النوع من النقد السياسي المسؤول لشخصية محورية، سواء اتفقت معها أو اختلفت. خصوصاً أنه يُمارس نقداً جريئاً داخل الدولة ولها دون أن ينسفها، أو يخرج عن سياق المنطق. وهو لا يتردد في وصف المعارض الحقيقي بأنه الناقد وليس الناقم. فثمة فرق بين أن يعارض أردني داخل النظام بلغة سياسية موزونة ابتغاء لمصلحة عامة وهي الإصلاح وبين من يطرح ويشطح ويدعو صراحة إلى هدم المعبد فوق رؤوس الناس بحجة الإصلاح أيضاً.