صدر عن عن رابطة الكتّاب الأردنيين العدد 49 من مجلة أوراق ، والعدد بفكرته تناول سير الراحلين من أعضاء الرابطة، وقد بدأت هيئة تحرير المجلة هذه الفكرة من حيث انتهى الغياب بالراحلين.
واورد المحامي الأستاذ أكرم الزعبي رئيس التحرير كلمته تحت عنوان “من حيث انتهى الغياب” بالقول: ” صحيحٌ أنّ كلمة إطراء واحدة في حياة المبدع أجدى من ألف كلمةٍ بعد موته، ولكنّ ذلك لا يمنع من الحديث عن المبدعين بعد رحيلهم، لأنّ لهم أبناء وبنات، وأزواج وزوجات، ولهم محبين ومحبّات، وقرّاء وقارئات، تطيب خواطرهم بالحديث عنهم، وتفرح قلوبهم بالإشارة إلى أثرهم.
لأجل ذلك ارتأينا في هيئة تحرير مجلة أوراق الصادرة عن رابطة الكتّاب الأردنيين أن نخصّص بعض الأعداد للحديث عن الراحلين من أعضاء الرابطة وفاءً لتاريخهم، وإكرامًا لذكراهم، وإشارةً إلى بعض سيرتهم ومسيرتهم الحافلة بالعطاء والإبداع.
فكرة العدد؛ نتاج حوار مع الزميل مدير التحرير الأستاذ محمد خضير، من أجل تفعيل دور المجلة، والحرص على صدورها الفصليّ، وبرزت بشكل جليّ بعد حصاد جائحة “كورونا” التي غيّبت كثيرًا من الزملاء المبدعين، وربما تأخرت قليلًا في الظهور إلى العلن بسبب هذه الجائحة؛ التي مرّت وما تزال على هذا العالم الذي غدا صغيرًا حدّ انتشار الوباء في كل أرجاء الكرة الأرضية، وفي أيامٍ معدودات، فخسرنا بسببه الكثير من المبدعين ومن الأصدقاء والأحبة والمعارف، وقد ارتأت هيئة التحرير الكريمة أن يبدأ الحديث من حيث انتهى الغياب، وأن تبدأ رحلة الكتابة عن المبدعين الراحلين من أعضاء الهيئة العامة ممن رحلوا خلال هذه الدورة 2022-2019، ولأنّ عددًا واحدًا لا يكفي، ولأنّ الرابطة على أبواب انتخاباتٍ جديدة، فإنّنا في هيئة التحرير وفي الهيئة الإدارية للرابطة لنأمل أن تستكمل هيئة التحرير والهيئة الإدارية الجديدتين القادمتين هذا المشوار، حتى تشمل كل الراحلين من أعضاء الرابطة منذ تأسيسها”.
وفي كلمة العدد الأخيرة، قال الشاعر محمد خضير مدير تحرير المجلة إن هذا العَدد من مجلة أوراق، شكل من أشكال الحبّ والوفاء لمن رحلوا وهم محمّلين بالأمل في أن يُصابوا بشيء من الخلود، لأنّ جميعهم، وإن اختلفنا على قيمة منتجهم؛ تركوا وراءهم أثر أقلامٍ أمسَت كأنها معاول أنيقةٍ تنبش في جدران ذاكرتنا. وأضاف: ” الحبُّ، أكثر تكلفة من الكُرْه! فالأخير هو الخيط الرفيع الذي نقطعه بنصلِ كلمة حادّة كلما أردنا الرّحيل عن شخص استهلكناه.. أمّا الحبُّ، فيحتاج منّا خلعَ أقنعة وارَت وجوهنا؛ خوفَ خسارة ما كسبناه في لحظة كذبٍ امتدت عمرًا كاملًا، ولا يكتمل (أقصد الحبّ) بغير الصلة التي تأخذ من وقتنا أكثره، كما أنه يأخذ بذاكرتنا إلى ما بعد الموت/ الغياب… هي محاولة لاستذكار هؤلاء.. فإذا كان الأقران لا يقبلون كلام بعضهم في بعض، تصديقًا لمقولة “المعاصرة حجاب” فإن هذا يعيد تشكيل الظلم بصورة رخوية! فمعاصرة الآخر؛ تعني درايتك به، والحديث عنه يعدّ أقل أنواع الوفاء… نحن عاصرنا هؤلاء الراحلين، وعلينا أن نتحدث عنهم طويلًا، كي نجد من يكتب عنا حين نمضي إلى ترابنا بغير حقائب أو قصائد”.
أملا بأن تكمل الهيئات الإدارية اللاحقة متابعة مسيرة الوفاء لمن فقدناهم، وقد تركوا خلفهم منجزاتهم التي تشهد بإبداعهم.
وسيكون العدد متوفرًا يوم الانتخابات 25/2/2022 في المركز الثقافي الملكي.