لا تنخدعوا بالفوتوشوب..

أسامة الرنتيسي –

  شوارع مدن وبلدات المملكة مليئة بصور مرشحي الانتخابات البلدية وأمانة عمان واللامركزية، تلك الصور لا تعطي أي إنطباع عن المرشح.

أينما وَجَّهت نظرك، في الشوارع الرئيسية أو الفرعية، تأسر بصرك صور المرشحين، مشغولة بشكل فني وجودة عالية، أغلبيتها دخل الفوتوشوب على ملامحها من أجل زيادة الوسامة، وتبييض الأسنان، او إخفاء سنوات العمر الحقيقية، خاصة بعض السيدات المرشحات.

أكثر ما يغيظ في الصور، أنها بلا عنوان، فلا تعرف المرشح، ولا ميوله خاصة أصحاب التجربة الأولى، أما المجربين، فقد كشَّفتهم الأيام الماضية.

قد تكون قائمة “نمو” وحدها في انتخابات أمانة عمان الكبرى (10 أعضاء) حددت أهدافها وبرامج عملها، وأن أساس تجمعها الإيمان بضرورة العمل الجماعي الكُتلوي لأن العمل الفردي لا يصنع تقدما.

ما يغيظ أكثر، تلك الشعارات  لبعض المرشحين؛ من مثل: أنا صوتكم، والجرأة المعهودة، وقول الحق، ونكمل الانجاز، ومحاربة الفساد، وغيرها من الشعارات التي لا تُحمِّل أصحابها أي كلف، معتمدين على أن ذاكرة الناس ضعيفة وينسون بسرعة.

وما يغيظ أكثر وأكثر، أن بعض المرشحين الذين تتكرر صورهم في كل انتخابات، لا يزالون يلعبون بعواطف الناس، ويبيعونهم أوهاما؛ بأن لديهم ما يقدمون لهم، ولو كانوا صادقين للمسَت القواعد والمناطق الانتخابية  إنجازاتهم على أرض الواقع.

للأسف؛ إن أكثرية المرشحين، لم يمر أمام أعينهم أن تفكير العالم تغير في نهجه، خاصة بعد “الكورونا”، وأن ما كان ينفع سابقا ويقبل به الناس لا يمكن ان يُرضي اليوم أحدا، ويعتقدون أن أدوات الزمن الماضي تصلح في زمن الحريات، وشعور المواطن أن له حقوقا يجب أن تُحترم، ولا يسامح فيها احدًا.

مُقبلون على مرحلة جديدة في رسم شكل الأردن وملامح المستقبل، وطريق التغيير، عبر الحكومات البرلمانية، او تعزيز دور الأحزاب والتيارات السياسية، ومن مصلحة الجميع أن يكون للكفاءات دور في المشاركة بصنع المستقبل.

في كل انتخابات، بلدية أو نيابية، نتعرض إلى موجة من الفيديوهات المزوَّرة، والاتهامات الباطلة التي تطال بعض المرشحين، فالانتخابات فرصة لبعض الكَسَبَة كي يمارسوا الابتزاز  بفيديوهات مزوَّرة يهددون بها مرشحين، وللأسف حتى يُصدِّق الناس الفيديو الأصلي غير المزور يحتاج الأمر إلى فترة طويلة، فكل ما هو سيّىء يعلق في عقول الناس، وتقوم نُخب بترويجه من دون تحقق أو تدقيق، للأسف الشديد.

الدايم الله…..