بشار غازي الصمادي : “عاطل عن الحياة”
في هذه الحياة جميعنا وجدنا لسبب وجميعنا لدينا اهداف نسعى ونقاتل لكي نصل لها ، ومن أول هذه الأهداف هي إنهاء تعليمنا المدرسي والجامعي لكي ننطلق إلى عالم العمل الذي منه نبدأ تكوين حياتنا ، ولكن كل شئ في بلدنا تغير ، وأصبح تعلمنا وقتالنا للوصول للهدف له نتائج آخرى مثل الجلوس في المنزل!
– كيف يمكننا الآن إقناع طفل أن يكمل تعليمه لكي يعمل بشهادته وهو يرى كل من يحمل شهادة جامعية جالسٌ في المنزل أو يعمل بوظيفة بعيدة كُل البُعد عن مستواه التعليمي ، مع احترامي الشديد لكل المهن كيف يمكننا أن نقنعه بالتعلم وهو يرى والده جالس في المنزل دون عمل ، كم من شخص جالسٌ في منزله أو يعمل كسائق تاكسي أو بائع وغير ذلك لكي يؤمن قوت يومه ، نعم هذه هي البطالة .
– نسبة البطالة في بلدنا حسب ما أصدرتهُ دائرة الإحصاءات العامة أنها قد وصلت إلى 23٪ خلال الربع الثاني من عام 2020 بأرتفاع مقداره 3,8٪ عند الربع الثاني في عام 2019 ، ما يوضح أن نسبة العاطلين عن العمل بتزايد سريع و مُخيف .
– ولو فكرنا بأضرار هذه البطالة وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، سنجد أن آثارها كثيرة ومنها تؤدي البطالة إلى انخفاض الناتج المحلي مما يقلل من نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي وتؤدي إلى عجز في الموازنة العامة ، وتؤدي إيضاً إلى ارتفاع نسبة الجريمة مثل السرقة والقتل والعديد من الجرائم وتؤدي إلى الانتحار أحياناً ظناً من العاطل أنه نكره في هذه المجتمع ولا نفع له .
– ولكن كان يجب قبل التحدث عن آثار البطالة ، التحدث عن أسباب البطالة والأمور التي تسبب في زيارتها ومن أسباب البطالة التطور التكنولوجي التي استطاعت أن تأخذ دور العمال في المصانع وغيرها ، مستوى التعليم بسبب قلة المتعلمين وحاجة سوق العمل إلى أصحاب شهادات وخبرات .
– معدلات النمو السكاني المرتفعة وكثرة عدد الباحثين عن عمل وقلة فرص العمل وثقافة العيب من أهم أسباب البطالة ، وثقافة العيب وهي عدم قدرة الشخص على ممارسة عمل بسبب الخجل ظناً منه أن هذا عمل لا يناسبه .
– وفي نهاية هذا المقال أود التنويه على نقطة و أقدم هذه النصيحة ألا وهي أن الجميع مننا يتمنى أن يكون غني المال ويصل إلى مستوى من الثراء ولكن ثق تماماً أنه لن تصبح غني المال إذ لم تكن غني العقل والفكر فمن يصنع لنفسهُ فرص العمل هو من سيصل ومن أراد الجلوس فسيبقى جالساً .