هكذا تستغلّ عصابات الدّعارة في إسرائيل اللاجئات الأوكرانيّات

تل أبيب: كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحرب في أوكرانيا أدت الى ظاهرة مروعة أخرى، هي “زيادة الإتجار بالنساء واستقطابهن للعمل في سوق الدعارة وتقديم الخدمات الجنسية، واستغلال محنتهن وظروفهن السيئة بعدما فقدن عالمهن كله”.  وذلك حسب تقرير لمرال قطينة مراسلة صحيفة النهار العربي.

وبثت القناة “12” العبرية تقريراً عن محاولات لإقناع لاجئات أوكرانيات بالعمل في الدعارة، وأكدت أن هذه الظاهرة بدأت قبل وصول اللاجئات من أوكرانيا.

وبحسب مراسلة القناة، وردت تقارير الى وزارتي الشؤون الاجتماعية والرفاه والعدل الإسرائيليتين، وتحديداً إلى “وحدة مكافحة الإتجار بالبشر”، عن محاولات لإكراه لاجئات أوكرانيات وصلن الى إسرائيل على تقديم الخدمات الجنسية.

وأشارت القناة نقلاً عن مصادر رفيعة في الوزارتين الى أن رجالاً خارجين عن القانون (“المافيا”) يحاولون التواصل مع لاجئات منذ وصولهن الى مطار بن غوريون، أو من خارج فندق “دان بانوراما” في تل أبيب الذي يتم إرسال لاجئين أوكرانيين إليه، ثم الوصول الى داخل الفندق.

وبحسب القناة العبرية، اتضح أن ما يزيد عن مئة امرأة من اللاجئات الأوكرانيات تحدثن عن رواية متشابهة. رجل إسرائيلي يحمل المواصفات نفسها “تواصل معهن أثناء وجودهن في أوكرانيا، وعرض عليهن المال لمساعدتهن على الهروب من مناطق الحرب ودفع أموال وعبور الحدود والوصول الى إسرائيل، وعندما وصلن الى إسرائيل، على حد قولهن، ادعى الشخص نفسه أنه من أجل تسديد الدين المالي المستحق، عليهن بدء العمل، وتقديم الخدمات الجنسية كزانيات أو مرافقات جنسيات في بيوت دعارة أو العمل خادمات منزليات (وهو مصطلح يهدف أيضاً إلى الغرض نفسه)”، هكذا وصفت النساء العروض التي تلقينها بعد وصولهن الى إسرائيل خلال الاستجواب الذي تقوم به السلطات الإسرائيلية لجميع الوافدين إلى المطار.

وأكدت القناة أن تفاصيل هذا الشخص وصلت أيضاً الى سلطة الهجرة والسكان، حيث يشتبه في كون هذه الواقعة نتيجة لعمل منظم لشبكة كبيرة وليس من شخص واحد، وأن الأمر الآن قيد التدقيق من جانب الوزارات المعنية. ومن المفترض أن ينتقل التحقيق إلى الشرطة الإسرائيلية التي اعتبرت الأمر خطيراً للغاية. ومن المتوقع أن تبدأ توزيع كتيبات لتوجيه اللاجئات اللواتي يصلن إلى إسرائيل وتوفير المعلومات لهن وأرقام هواتف للحالات الطارئة، والجهات التي عليهن الاتصال بها إذا تعرضن لمثل هذا الموقف.

وخلال جلسة عقدت في الكنيست على خلفية توافد اللاجئين الأوكرانيين، تحدث المدير العام التنفيذي لسلطة الهجرة والسكان أمام أعضاء الكنيست من أجل تزويدهم لمحة عن الملفات الشخصية للوافدين، وبخاصة أولئك الذين رُفض دخولهم، موضحاً أن “بعض الذين رُفضوا وصلوا الى هنا لممارسة الدعارة، وبعضهم الآخر من ضحايا الإتجار بالبشر، نعم تأتي النساء من المدن التي تتعرض للقصف إلى هنا لممارسة الدعارة”، وتابع: “من بين نحو 10 آلاف أوكراني حاولوا الدخول إلى إسرائيل، منع 247 من الدخول إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب”.

واعتبر عضو الكنيست فلاديمير بيالك عن حزب “يش عتيد”  (هناك مستقبل) أنه “يجب ألا تستخدم في أوقات الحروب والمأساة الحجج السخيفة والعنصرية التي تتمثل في الانخراط في سوق الدعارة لمنع دخول اللاجئين، الجميع يفهم أنه قد تكون هناك مشكلات بحاجة الى حل، لكن هذا ليس الوقت وبالطبع ليست هذه هي الطريقة لحلها”.

ونشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تحقيقات لفتت فيها الى الخوف من زيادة الاتجار بالنساء الأوكرانيات جراء الحرب. ونقلت عن أحد شهود العيان وهو متطوع في منظمة انقاذ دولية على الحدود أن “العصابات وشبكات الجرائم المنظمة تبحث عن النساء الجميلات على الحدود. لقد رأينا العديد من الحالات، في النهاية سيجدون ضحايا يمكن إغواؤهن بالمال”. وكتبت الصحيفة: “لدينا شقق، لكن من أهم شروط العمل التفاني، عندما يضطر معظم الرجال الى البقاء في البلاد، وجدت النساء الأوكرانيات أنفسهن في دول أجنبية مع أطفالهن، وهناك من يستفيد من ذلك، الوضع صعب للغاية”، وتابعت الصحيفة: “أظهرت حالات سابقة أنه في حالات الحرب والفقر، يكون هناك دائماً من يستغلون محنة النساء الهاربات من ديارهن، وخلال الأيام الماضية، تم نشر إعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو النساء الأوكرانيات الى العمل في الدعارة”.

ونقلت الصحيفة عن ناشطة اجتماعية أوكرانية تدعى ماريا أن “النساء الأوكرانيات اللاتي بقين في بلادهن أكثر عرضة للاعتداء الجنسي من الجنود الروس، لكن تجارب البلدان الأخرى تظهر أن النساء سيجبرن على الدخول في سوق الدعارة من أجل صراع البقاء. في الحرب الدائرة حالياً نتوقع من الجنود الروس أن ينفخوا كراهيتهم لأوكرانيا على النساء الأوكرانيات. قبل الحرب الروسية كانت 80 ألف امرأة أوكرانية يمارسن مهنة الدعارة، ومنذ اندلاع الحرب قبل أقل من شهر قفز العدد الى 100 ألف، بينما تقدر منظمات الإغاثة أن الرقم أعلى بكثير. عندما غزت القوات الروسية دمرت مناطق بأكملها. لقد تُرك الكثيرون من دون عمل ولم يتمكنوا من الهرب. لقد تبدد نصف سوق العمل بسبب القصف، لذلك يمكننا أن نتوقع أن العديد من النساء اللاتي بقين في أوكرانيا عاطلات من العمل”.

ورأت الصحيفة أن “على دولة إسرائيل ضمان استيعاب اللاجئين بطريقة تقلل من الضعف الموجود، فأولئك الذين يحق لهم الحصول على الجنسية الإسرائيلية وفقاً لقانون (حق العودة الإسرائيلي)، سيحصلون على حقوقهم كاملة بأي حال من الأحوال، ولديهم أماكن لاستيعابهم وضمانات للتكيف والنجاح في التعامل مع صعوبات الانتقال. لكن يجب التصرف بحساسية تجاه الموقف ومراقبة أماكن النساء الأجنبيات اللواتي يعملن في مجالات الدعارة، ومساعدتهن والاعتراف بهن كضحايا للإتجار بالبشر وتقديم خدمات المساعدة والتأهيل التي يحتجن إليها. فخلال الأزمات الإنسانية تتعرض النساء والفتيات للاستغلال الجنسي ولعروض ماكرة ومغريات للإغواء بهن، وإيقاعهن في براثن شبكات منظمة للدعارة والجنس، كان الأمر كذلك دائماً، هذا ما علمنا إياه التاريخ، وهو ما يحدث بالفعل على الحدود الأوكرانية حالياً”.

وختمت الصحيفة: “نسمع عن جهد للحكومتين الألمانية والبولندية للتحذير من هذا الخطر، ولا سبب لاختلاقه في إسرائيل”.