رمضان 2022.. الأخبار الكاذبة تطاول مجريات التصعيد الإسرائيلي في القدس

شهد شهر رمضان الجاري، تصاعدًا للأحداث في المسجد الأقصى والأراضي الفلسطينية، عندما اقتحمت قوات الاحتلال بتاريخ 15 إبريل/نيسان 2022، عقب صلاة الفجر المبنى القبلي من المسجد الأقصى وباغتت المصلين بإطلاق وابل من الرصاص والقنابل الغازية والصوتية عليهم، ما تسبب بإصابة واعتقال المئات.

وتزامن هذا الهجوم مع دعوات المستوطنين المتطرفين لاقتحام المسجد لذبح القرابين داخل ساحات الأقصى في الجمعة الثانية من شهر رمضان، الذي يُوافق “عيد الفصح اليهودي”.

ومع تصاعد الأحداث، تصدّرت الأخبار حول المسجد الأقصى وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، ورافقها انتشار العديد من الشائعات والمعلومات المضللة والتي تتبعها “مسبار” بدوره، وكان أبرزها:

انتشرت صورة للناشطة منى الكرد مع ادّعاء أنها خلال إفطار مع مستوطنين في القدس ، ليتبيّن أنّ الصورة قديمة، وتعود لإفطار الناشطة منى الكرد مع متضامنين وصحافيين في مايو/أيّار 2021، بعد محاولات سلطات الاحتلال طرد عائلة الكرد وبقية عائلات حي الشيخ جراح للاستيلاء على منازلهم.

وفي تغريدة نشرها حساب إسرائيل بالعربية، الذي تديره الحكومة الإسرائيلية على موقع تويتر، ادّعى فيها أنّ رجال الشرطة الإسرائيلية لم يدخلوا يوم الجمعة 15 إبريل الجاري، إلى المسجد الأقصى.

وبيّن تحقّق “مسبار” أنّ الادّعاء زائف، إذ انتشرت مقاطع فيديو تُظهر الشرطة الإسرائيلية داخل المُصلّى القبلي في المسجد الأقصى، يوم الجمعة 15 إبريل، واعتداءهم على المصلّين الفلسطينيين بالضرب والاعتقال وإطلاق قنابل الغاز.

وعن ادّعاء المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، في  تغريدة له على حسابه في موقع تويتر، أنّ هناك مزاعم كاذبة تتحدث عن نية يهود ذبح القرابين في المسجد الأقصى، روّجتها تنظيمات فلسطينية وجهات أخرى بغية التحريض وتأجيج الخواطر وارتكاب عمليات إرهابية. وجد “مسبار” أنه زائف، إذ يوجد حملة دعا إليها مستوطنون لذبح قرابين في المسجد الأقصى، ونشرت حركة “العودة إلى الجبل” الدعوة في حسابها على موقع تويتر، بتاريخ 11 إبريل.

وتداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو على أنه  قَسم شباب القدس لحماية المسجد الأقصى، تزامنًا مع حديث مستوطنين عن ذبح قرابين في ساحات الأقصى. وتبيّن أنّ الادّعاء مضلّل، إذ إنّ الفيديو قديم ومنشور في مايو/أيّار عام 2021، ويعود لترديد فلسطينيين قسم حماية الأقصى إبان ليلة القدر خلال شهر رمضان المبارك الفائت.

وانتشرت صورة مع ادّعاء مضلّل مفاده أنّها للمرة الأولى التي يُرفع فيها العلم الفلسطيني منذ 20 عامًا فوق قبة الصخرة. إذ أظهر تحقّق “مسبار” أن العلم الفلسطيني رُفع فوق قبة الصخرة عام 2014، وكذلك عام 2017.

وعن مقطع الفيديو الذي تداوله مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي على أنّه لهتافات مَقدسيين يوم 22 إبريل الجاري، يحيّون فيها القيادة الفلسطينيّة ممثلةً في الرئيس محمود عبّاس. وجد تحقّق “مسبار” أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم ونشرته صفحة “حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح – إقليم شمال غزة – منطقة الشهيد فضل ريحان” في إبريل عام 2021.

 

مسيرة الأعلام في القدس

بعد أن أعلنت قوى يمينية يهودية نيتها تنظيم مسيرة الأعلام في البلدة القديمة من القدس الشرقية، أعادت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر فيديو قديم على أنه لمسيرة رفع الأعلام في القدس خلال رمضان الجاري. ويعود المقطع إلى يونيو/حزيران عام 2021، خلال مسيرة أعلام نظمها مستوطنون في القدس المحتلة، حينها، وهتفوا آنذاك بعبارات عنصرية ضد النبي محمد وشعارات ضد العرب.

القصف الاسرائيلي على غزة

تداولت حسابات وصفحات على “فيسبوك” صورة مضلّلة وادّعت أنّها من القصف الأخير على قطاع غزة، بتاريخ 19 إبريل الجاري. وأظهر التحقّق أنها تعود إلى قصف على قطاع غزة في مارس عام 2019.

كما أن الإعلان الأخير لكتائب القسام عن إطلاق صواريخ مضادة للطيران الإسرائيلي ليس الأول منذ 2012،  إذ أعلنت كتائب القسام بشكل رسمي إبان العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، عن استهدافها طائرة إسرائيلية F15 بصاروخ أرض جو، أصابتها بشكل مباشر أثناء إغارة الطائرة على مدينة غزة، ما أدى إلى اشتعال النار فيها، وفقًا للبيان المنشور على موقع الكتائب الإلكتروني.

وتداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورتين على أنهما من القصف الإسرائيلي على قطاع غزة فجر الثلاثاء 19 إبريل ، ووجد تحقّق “مسبار” أنّهما مضلّلتان وقديمتان.

وانتشرت مقابلة قديمة للقيادي في حركة حمّاس محمود الزهار ، على أنها للتعليق على إطلاق صاروخ من غزة باتجاه الأراضي المحتلة يوم الاثنين 18 إبريل، وما عقب ذلك من قصف إسرائيلي لمواقع داخل قطاع غزّة.

وبيّن التحقق أنّ الادّعاء مضلّل وأنّ المقابلة أجرتها قناة فرانس24 مع الزهار في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018، بعد سقوط صواريخ على مدينة بئر السبع المحتلة.

وفيما يتعلق بالفيديو الذي ادّعى ناشروه أنه لتدريبات عسكرية لاقتحام غلاف قطاع غزة، وجد تحقّق “مسبار” أنه مُضلّل، إذ إنّ المقطع المتداول مجتزأ عند الدقيقة 11:10، من مقطع نشرته حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، على أنّه لهجوم قوات جبهة النصرة على مطار أبو الظهور العسكري في محافظة إدلب شمالي سورية.

وجرى تداول مقطع فيديو  على أنه إطلاق صواريخ من غزّة باتجاه الأراضي المحتلة، يوم  20 إبريل/نيسان. وتبين أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم ويعود تاريخ نشره إلى شهر أغسطس/آب عام 2014، على أنّه لإطلاق صواريخ من غزّة، خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع، وقتئذ.

ولم يبعث رئيس حركة حماس يحيى السنوار رسالة لنتنياهو حول التصعيد الأخير في غزة خلال التصعيد الأخير، بل أظهر تحقّق “مسبار” أنّ الرسالة قديمة منذ عام 2018، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت. كما أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي هو نفتالي بينيت وليس بنيامين نتنياهو.

يُذكر أنّ المسجد الأقصى والأراضي الفلسطينية، شهدت تصاعدًا للأحداث خلال رمضان 2021، امتد إلى عدوان عسكري على قطاع غزة استمر لنحو عشرة أيام، رصد خلالها “مسبار” مجموعة من الأخبار الكاذبة آنذاك، يمكنكم متابعتها من هنا.