بعد ثورات الربيع العربي ، وحرب سورية و ليبيا انفضحت اجندة #قناة_الجزيرة

 

فرضت الجزيرة نفسها اقليميا ودوليا وسط غياب للمنافسة ، و كانت اول تجربة لاعلام مستقل .

و في فورة الفضائيات عرف العرب انواع من فضائيات الترفيه على الطريقة اللبنانية .

فتيات جميلات و سهرات و ملابس فاجرة ، وجلسات مصارحة في شؤون الجنس و العلاقات الغرامية ، والفضائح العائلية ، وملتهبة بالغرائز .

ولدت الجزيرة ، وطرحت في اشارتها الشهيرة “الرأي والرأي والاخر” .. ولاول مرة يلتقى الاضداد و الفرقاء العرب على طاولة حوار واحدة ،
و يجمعهم سقف اعلامي .

و تشكل اعلام جديد ، وبسقف الاختلاف و الجرأة ، وطرح اعلامي لاول مرة يسمعه المشاهد العربي . و تابوهات السياسة تساقطت و تعرت .

دون مواربة ، و ثمة حقيقة يصعب اخفائها ، المواطن العربي كان متعطش لسماع المسكوت عنه ، وسماع الممنوع والمحظور تداوله و تناوله في الاعلام العربي .

استوعبت الجزيرة خلطة غريبة بمكوناتها ، و كشف سرها فيما بعد ..اسلاميون و بعثيون ” قوميين ” و ليبراليون .. و في البدايات كان الليبواليون و البعثيون يسيطروا على مطبخ التحرير ، ومن بعد 2010 الاسلاميون ابتلعوا المحطة .

الليبراليون في طرحهم التقدمي و المدني و الحداثي اول من شرعوا الابواب نحو اسرائيل و شرعنة حوارها و الاعتراف بها .

بعد 2010 عطاء الربيع العربي تم احالته على الجزيرة ، و اصبحت الداعم و الممول و المروج لثورات الربيع العربي ، و صانع للتاريخ ، و صار
التاريخ يتشكل في استديوهات الجزيرة .

في ليبيا ..الثورة مرت من استديوهات الجزيرة ، و من اسقط نظام الرئيس القذافي مذيعو ومحررو اخبار الجزيرة .

و في احداث سورية بدأ كم ان الجزيرة تورطت في الحدث السياسي ، و انها جزء غير محايد من الازمة ، وانحرفت عن مهنيتها ، و تذكرون ما كانت تضخ و تقدم من حقائق زائفة و مضللة و تصريحات مسربة غير صادقة ودقيقة .

و لا ادافع هنا عن النظام السوري ، و لا اقول انه بمنايء عن الاتهام بالاستبداد و القمع و الفساد .. ولكن ، كيف تم اختطاف الحراك الشعبي السوري ،
و كيف تورطت الجزيرة باتقان عال في التحريف و الدجل الاعلامي و خداع الشعب السوري ، وسرقة حلم السوريين في الاصلاح و التغيير والعدالة والحرية ؟!

واردنيا ، كم بالغت الجزيرة في تناول الشأن الاردني .. و بالغت في استضافة معارضين ، واستنطقت ضيوف برامجها و تقاريرها كلاما شاتم و جارح لكينونة الاردن الوطنية والتاريخية .. وبالغة في صناعة تقارير اعلامية عن الاردن روجت لنبؤة حتمية زواله و انهياره و افلاسه ..

و انتجت الجزيرة معارضين اردنيين حصريين .. و هناك
اسماء اول مرة يسمع الاردنيين بهم ، و اعتلوا منابر الجزيرة ، و قدموا اطروحات الخلاص التراجيدي الابدي للدولة الاردنية ونظامها .

ومن المفارقات ان شخصيات سياسية اردنية كانت الجزيرة تصدر فيتو على مشاركتهم و اخبارهم ، و تعليقاتهم السياسية .. و رأيتم في الاعوام الاخيرة “جزيرة الاردن” بث حصري للاخوان المسلمين صورة وصوت و تقرير ، و اخبار .

وما دفعني لكتابة هذه السطور ، و انا اتابع على قناة الجزيرة بثها لذاكرة و ارشيف شهداء الجزيرة من مراسلين و مصورين ومدونيين ..

ومن سورية نشروا اسماء وصور ل 50 شهيدا .. و هذا الرقم اكثر من القتلى الذين خسرهم الجيش السوري الحر في معاركه مع النظام وجيشه .

فليس صدفة .. ماذا كانت تفعل الجزيرة في سورية وغيرها
من بلدان غارقة بالحرب و الفوضى و النزاعات ..هل يقاتل صحفيوها و مصوروها ومدونو منصاتها في صفوف تنظيمات و جماعات جهادية هناك ؟

فارس الحباشنة