نصب وخداع في إعلانات الشراء الإلكتروني

أسامة الرنتيسي –

في أقل من شهرين، أكلت ثلاثة مقالب (أو للدقة إنضحك على لحيتي) من موضة الشراء عبر الانترنت.
حالة من النصب المكشوف تمارس على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أشخاص يبيعون سلعا مغرية من خلال فيديوهات تنتشر بكثافة على الانترنت، تغزو صفحاتنا وتجذبنا لنجرب الفهلوة.
ليس المطلوب أكثر من عنوان ورقم تلفون ورسالة، وتأتيك البضاعة مع موظف توصيل ليس له أية علاقة بالشركة البائعة، ولا يعرف بعضهم بعضا (كما يدعون).
في البدء أغراني إعلان ترويجي لعطر أحبه وأستعمله، فطلبت عبوتين، والثمن خمسون دينار مع هدية.
حضر السائق اللطيف، وأقسم أنه لا يعرف مصدر البيع، فقط مهمته مع شركة التوصيل التي يعمل فيها توصيل الطلبات، والحصول على ثلاثة دنانير.
استلمت العبوتين، والهدية كانت عبارة عن زجاجة عطر صغيرة (شغل التعباية أبو دينار)، أما العبوتين فمنذ لحظة فَتْحِهما تكتَشِف أنهما من العبوات الفارغة التي يقوم شبان بشرائها من المنازل وتعبئتها بأي مواد زيتية وكحولية.
هذه فرصة للدعوة لكل إنسان أن لا يوافق على بيع أو إعطاء العبوات الفارغة لأي شاب يطرق الباب، لأنه في هذه الحالة يشارك بشكل غير مباشر في عمليات النصب والخداع.
شخصيا؛ لم أتعلم الدرس، أغراني إعلان آخر لبخاخ يزيل العفن عن جدران المنازل، اشتريت عبوتين ثمنهما 15 دينار، وعندما حاولنا الاستفادة منهما كانت النتيجة بائسة، وزاد شكل العفن بؤسا.
وفي الخدعة الثالثة اشتريت عبوتين لتنظيف مقاعد السيارة على اعتبار أن المنتج ألماني أصلي، وأكاد أقسم أن المنتج لم يتجاوز وادي الرمم.
الجهات الرسمية تراقب كل ما يصل إلى المستهلك عبر الخطوط المعلنة من قبل التجار والمستوردين والبائعين، لكنها لا تملك أي سلطة مراقبة على البيع الإلكتروني، وهذا الأمر يتطلب أن تبحث الجهات الرسمية عن وسائل لتصل رقابتها إلى كل منتج يصل المستهلك، وتخضعه للرقابة والضريبة والرسوم.
هذه دعوة خالصة كي لا يبقى النصابون يتلاعبون في هوس الناس في الشراء عبر الانترنت، وأعترف أن هوس الشراء وطريقة جذب المستهلكين فيها من حرفية الاعلان الكثير بحيث لا يصمد كثيرون أمامها.
الدايم الله…