بيان للإعلام- 31 أيار/مايو 2022- خلال السنوات الأخيرة، سهّلت وسائل التواصل الاجتماعي انتشار المعلومات المضلّلة على نطاق غير مسبوق في كافة المجالات، دون استثناء، ومن هذه القطاعات الفلك والفضاء.
إذ يُعدّ “الفلك والفضاء” من القطاعات الخصبة لنشر المعلومات الكاذبة حولها، وغالبًا ما تُنسب تلك المعلومات إلى وكالة ناسا، وإذا ما ذهبنا إلى موقعهم الإلكتروني وبحثناعن تلك المعلومات فلن نجدها غالبًا أو ربما نجدها محرّفةً عن سياقها.
خلال مقابلة لها بعنوان “الجانب المظلم للمعلومات المضلِّلة حول الفضاء على الإنترنت” مع مجلة العلوم، قالت عالمة الكونيات النظرية في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، كاتي ماك، إنّ الناس عندما يشاركون معلومات خاطئة عن العلم في كثير من الأحيان، فإنّهم لا يعرفون أنها خاطئة. إذ لا يمتلك الكثير من الأشخاص المهارات اللازمة لتقييم المصادر التي يبحثون عنها. إنهم يشاركون مقطع فيديو لأنه رائع ولا يعلمون أنه خطأ، ولا يتحققون من مصدره. وأضافت أنّه يوجد العديد من الحسابات على “تويتر” ذات طابع فلكي تشارك معلومات مضلِّلة أو خاطئة تمامًا سواء أكانت من الصور المفبركة أو التي تعتمد على ادعاءات مرتبطة بنظرية المؤامرة. ورصد فريق مسبار العديد من المعلومات والأخبار المضلّلة التي انتشرت بشكل واسع حول الفضاء على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، منها:
تداوُلت صفحات على موقع فيسبوك، خبرًا مفاده أنّ كويكبًا يهدّد الأرض في 27 مايو/أيّار الجاري. بيّن تحقق “مسبار” أنّ الادّعاء يحتوي على إثارة، إذ سيقترب كويكب يُعرف باسم (7335) 1989 JA من الأرض على بعد 2.5 مليون ميل، أي 10.5 أضعاف المسافة بين الأرض والقمر، وسيمر بأمان ولن يكون مرئيًّا بالعين المجردة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادّعى ناشروها أنّها تُظهر باب مغارة حجرية على المريخ رصدته وكالة ناسا وأثار حيرة العلماء.أظهر التحقّق أنّ الادّعاء مضلّل، وأنّ الصورة المُتداولة هي نسخة مكبّرة من الصورة التي التقطتها مركبة كيوريسيتي روفر المتجوّلة على المريخ والتابعة لوكالة ناسا. وقد أوضحت الوكالة أنّها تُظهر تشكيلًا صخريًّا تكوّن طبيعيًّا بفعل الظروف الجوية على المريخ.
وانتشر ادّعاء زائف حول مجموعة من الصور، قال ناشروها إنّ وكالة ناسا الفضائية رصدت ووثقت من خلالها انشقاق القمر بتاريخ 16 مايو الجاري، وهو ادّعاء انتشر كذلك في سنوات سابقة.
ووجد تحقّق “مسبار” أنّ إحدى الصور الثلاث التي يظهر فيها انشقاق في القمر المكتمل مفبركة، إذ تمّ التلاعب بها من خلال إضافة الانشقاق إليها. والصورة الأصلية منشورة في صفحة المصوّر البلجيكي لوك فياتور الرسمية في موقع فيسبوك منذ 24 فبراير/شباط عام 2009، علمًا أنّه التقطها في بلجيكا أثناء اكتمال القمر حينها وشاركها مع متابعيه.
كما نشرت وكالة ناسا، الصورتين الأخريين مع مجموعة من الصور بتاريخ 19 أغسطس/آب عام 2010. وأرفقت معها تقريرًا تحدثت فيه عن تقلّص نواة القمر نحو 100 متر بعد أن بردت، ما أدّى إلى تمزّق قشرته وتشكل ندوب على سطحه.
ولم تنشر ناسا بتاريخ التاسع من مايو الجاري صورة للقمر على أنها أوضح صورة له، إذ إنّ الادّعاء مضلّل، وإنّ صورة القمر المتداولة ليست حقيقية بل مركّبة من آلاف اللقطات، ولم توزّعها وكالة ناسا، وإنّما التقطها باحث فلكي فرنسيّ ونشرها على حساباته الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تحذر ناسا خلال شهر فبراير الفائت من صخرة فضائية تتجه نحو الأرض، إذ تبيّن أنّ الادّعاء مضلّل. كما لم تقل وكالة الفضاء الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت أنّ كويكبًا بحجم برج إيفل سيصطدم بالأرض.
وحول خبر اصطدام صخرة بكوكب الأرض ، الذي يجري تداوله منذ سنوات، أظهر تحقّق مسبار أنّه زائف، وأنّ الصورة المرافقة للادّعاء توضيحية وتعبيرية انتشرت قبل عدة سنوات على وكالة غيتي المتخصصة بالصور، ولم يجد “مسبار” في موقع وكالة ناسا الرسمي على شبكة الانترنت أيّ أخبار بهذا الخصوص، في مواقع إلكترونية ذات صدقية.
وتداولت حسابات على “فيسبوك”، صورة ادّعت أنّها لرائد الفضاء بروس ماكندلس طافيًا بشكل حر في الفضاء فوق الأرض، دون أن يكون مرتبطًا بالمكوك. وعند التحقّق من الادّعاء، وجد “مسبار” أنّه زائف، إذ تبين أنّ الصورة مُعدّلة وليست نفسها الصورة الأصلية لتحليق رائد الفضاء بروس ماكاندلس في الفضاء فوق الأرض، فقد تم تعديل الصورة الأصلية بإضافة سلاسل جبلية لا تظهر في الصورة الأصلية.
وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنه لاصطدام قمر صناعي هندي بمحطة الفضاء الدولية أثناء صيانتها، ما أدّى إلى خسائر مادية كبيرة ووفاة رائد الفضاء الأميركي مايكل كولينز، بعدما قُذِف في الفضاء الفسيح ولم يتم العثور على جثته حتى الآن.