أبرز الأخبار المضلّلة التي انتشرت عقب تصريحات مسيئة للإسلام

– تتكرر بين الحين والآخر الإساءة للإسلام وللنبي محمّد، إما بنشر رسوم مسيئة للرسول وللإسلام أو التعرّض لسيرته بالإساءة، وكان آخرها ما أدلى به مسؤولان في حزب بهارتا جاناتا الهندي من تصريحات أساءا فيها للإسلام وللنبي محمّد، استنكرتها دول إسلامية وعربية عدّة.

 

عقب تلك التصريحات رصد فريق مسبار الأخبار الزائفة والمضللة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تراوحت بين أخبار مضللة وزائفة ومقاطع فيديو وصور مفبركة.

تداولت صفحات وحسابات على موقعيّ التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، ادعاءً جاء فيه أنّ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تطاول على النبي محمد وزوجاته مؤخرًا. تبيّن أنّ الادّعاء زائف، إذ إنّ رئيس الوزراء الهندي، لم يُسئ شخصيًا إلى النبي محمد وزوجاته، بل جاءت الإساءة من متحدّثين باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم الذي يترأسه مودي، وهما نوبور شارما ونافين كومار جيندال.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرٌ مفاده أنّ المملكة العربية السعودية طردت سفير الهند لديها على خلفية تلك التصريحات، ونسب بعض الناشرين الخبر إلى قناة العربية. وأظهر التحقّق أنّ الادّعاء زائف، إذ إنّ السعودية لم تطرد سفير الهند لديها، ولم يجد “مسبار” الخبر منشورًا في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية السعودية، أو في حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم ينشر الخبر أيّ موقع سعودي رسمي آخر أو وسيلة إعلام ذات صدقية.

بالنسبة لمقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه لمسلمين خرجوا في مظاهرات حاشدة في الهند، احتجاجًا على التصريحات المسيئة للإسلام وللنبي محمد، والتي صدرت عن مسؤولين في الحزب الحاكم في الهند. وجد تحقّق “مسبار” أنّه مضلّل وقديم، وتعود المشاهد التي يعرضها إلى يناير/كانون الثاني عام 2021، وتُصوّر حشودًا في مدينة لاهور الباكستانية تُشارك في أربعينية رجل الدين كاظم حسين رضوي.

وتداولت صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، مقطع فيديو ادّعت أنّه لاعتداء عشرات الهندوس على مسلم هندي مؤخرًا. أظهر تحقّق “مسبار” أنّه مضلّل وقديم، ويعود إلى اعتداء على متهمين بخطف الأطفال في منطقة منور بمديرية ماديا براديش في الهند بتاريخ الخامس من فبراير/شباط عام 2020.

وانتشر مقطع فيديو مُضلّل وقديم على موقعي فيسبوك وتوتير مع ادّعاء أنّه لشبان كويتيين يضربون شابًّا هندوسيًّا أساء للقرآن بعد التصريحات المسيئة للنبي محمد وللدين الإسلامي. وجد “مسبار” أنّه منشور على موقع يوتيوب بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول عام 2020، على أنّه لكويتيين يعتدون على شخص مقيم في البلاد أساء للقرآن الكريم.

وأصدرت وزارة الداخلية الكويتية في 27 سبتمبر عام 2020، بيانًا نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، قالت فيه إنّ “الأمن الجنائي ألقى القبض على مقيم آسيوي شوهد وهو يعتدي على القرآن عمدًا”، مشيرةً إلى أنّها أحالته إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه.

تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون عن الإسلام عام 2020

لم يكن المسؤولان الهنديان أوّل من أساء للإسلام وللنبي، فقد سبق وأن نُشرت صور كاريكاتورية مسيئة للرسول في عدد من الصحف والمجلات الأوروبية خلال الأعوام الفائتة. وذلك يعيدنا أيضًا إلى تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول الإسلام عام 2020 والتي أثارت موجة من الغضب في الدول الإسلامية، ترافقت أيضًا بانتشار الأخبار الكاذبة:

تداولت حسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، مقطع فيديو ادّعت أنه لشخص ألقى بيضة على وجه الرئيس الفرنسي. ووجد “مسبار” أنّ المقطع قديم، إذ يعود إلى عام 2017، حين ألقى أحد الأشخاص بيضة على وجه ماكرون أثناء حضوره لمعرض زراعي في باريس.

ونشرت صفحات على موقع فيسبوك، مقطع فيديو يدّعي أن الرئيس الفرنسي سيُحاكم على خلفية مشاركته في نشر الرسوم المسيئة للرسول من قبل لجنة الشريعة الإسلامية في أوروبا. وجد “مسبار” أنّ الادّعاء زائف، فمقطع الفيديو عبارة عن صور مفبركة لماكرون وخلفه قاعة محكمة، كما تبيّن أنّه لا توجد جهة تُدعى لجنة الشريعة الإسلامية في أوروبا حتى ترفع دعوى ضد ماكرون، ولا يوجد دستور أوروبي.

وتحقّق “مسبار” من صورة، زعم ناشروها آنذاك أنها تظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يُغادر غاضبًا إثر زيارة غير معلنة له إلى العاصمة الفرنسية باريس؛ لتوبيخ  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد تصريحاته  حول الإسلام. ووجد أنّ الادّعاء زائف والصورة قديمة، إذ تعود للقاء جمع الرئيسين عام 2018 في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. ولم يزر أردوغان باريس بعد تصريح ماكرون حول الرسوم التي اعتبرت مسيئة للنبي محمد.

وفي مقطع فيديو، ادّعى ناشروه إنّه يصوّر احتجاج المسلمين أمام منزل ماكرون. لكن المقطع مضلل وقديم، إذ يعود لمسيرة نظمتها جمعية جيل الإسلام في هامبورغ، يوم 11 يناير/كانون الثاني الفائت، ضد الاضطهاد العرقي للإيغور في الصين.

وتداولت صفحات وحسابات آنذاك مقطع فيديو، زعمت أنه يُظهر إتلاف آلاف الأطنان من المنتجات الفرنسية في إحدى الدول العربية. وتبين أن المقطع المتداول مضلل، لأن المقطع الأصلي يعود لإتلاف مواد غذائية منتهية الصلاحية في أحد المستودعات في منطقة القصيم السعودية بتاريخ نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016.

وكان فريق “مسبار” قد نشر مدونة بعنوان ” أبرز الأخبار الزائفة التي انتشرت بعد تصريحات ماكرون عن الإسلام” جمع خلالها أبرز الأخبار الكاذبة حول تصريحات ماكرون، يمكنكم الاطلاع عليها من هنا.