“أبرز الأخبار المضلّلة حول اللاجئين والمهاجرين خلال الأشهر الفائتة”،

بيان للإعلام 23 حزيران/يونيو 2022- حظيت قضية المعلومات المضلّلة في السنوات الأخيرة باهتمام كبير عالميًا وعلى كافة الأصعدة. إذ أصدرت العديد من الدول والمؤسسات الكبرى قوانين وتشريعات لمحاربتها؛ بسبب خطورتها على أمن الأفراد والمجتمع.
ومن الفئات المتضررة التي استهدفتها الأخبار المضلّلة خلال السنوات الأخيرة، اللاجئين والمهاجرين، الأمر الذي يزيد الخطر على سلامتهم في مناطق وجودهم نتيجة لخطاب الكراهية والأخبار المضلّلة الموجهة ضدهم.
ففي دراسة أصدرها برلمان الاتحاد الأوروبي خلال شهر يونيو/حزيران 2021، بعنوان ” تأثير حملات المعلومات المضللة حول المهاجرين والأقليات في الاتحاد الأوروبي” ذكرت أنّ البرلمان الأوروبي أصدر قرارين لتسليح الأقليات ضد المعلومات المضلّلة، الأوّل في تاريخ 10 أكتوبر 2019 والثاني في تاريخ 15 يناير 2020، إذ أدان البرلمان الأوروبي عبر هذه القرارات الدعاية الإعلامية والمعلومات المضلّلة ضد الأقليات والمهاجرين، ودعى لإنشاء أفضل الضمانات الممكنة ضد خطاب الكراهية والتطرف، وحملات التضليل والدعاية المعادية، لا سيما تلك الصادرة عن الدول الاستبدادية والجهات الفاعلة غير الحكومية مثل الجماعات الإرهابية.
وقدمت الدراسة عددًا من التوصيات حول كيفية تحسين النظام البيئي الإعلامي بشكل عام وكيفية مواجهة المعلومات المضللة المتعلقة بالأقليات على وجه الخصوص، منها: أنه يجب أن يتضمن قانون الممارسة المعزز والمخطط له بشأن المعلومات المضللة وقانون الخدمات الرقمية حماية خاصة للفئات الضعيفة. على سبيل المثال، يجب أن يُطلب من المنصات المختلفة التعاون مع مدققي الحقائق والمشرفين الذين يمثلون الأقليات.
ويجب على الأقليات تعزيز خطابها الإيجابي المضاد الذي يجب أن يلفت انتباه وسائل الإعلام لمواجهة المعلومات المضللة السلبية عنهم. كما يجب أن يستمر الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في دعم برامج التحقق من المعلومات وتطوير أدواتها.
وأوصت بضرورة أن تستمر برامج الاتحاد الأوروبي الناجحة التي تدرب الشباب من الأقليات على كيفية إنشاء ونشر خطابهم المضاد، بالإضافة إلى برامج تدريب الصحفيين حول كيفية تغطية الأخبار المتعلقة بالأقليات، إذ ينبغي تعليمهم كيفية التعرف إلى المعلومات المضللة حول الأقليات، وذلك لتجنب انتشارها غير المقصود، وغيرها من التوصيات.
“مسبار” يرصد الأخبار المضلّلة حول اللاجئين والمهاجرين خلال الأشهر الفائتة
رصد “مسبار” العديد من الأخبار حول اللاجئين والمهاجرين في العالم خلال الأشهر الفائتة، إذ تداولت مواقع إخبارية وحسابات على موقع “تويتر”، تصريحًا منسوبًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في شكل عنوان مقال إخباري، جاء فيه “سنعيد مليون سوري لبلادهم”. وأظهر تحقّق “مسبار” أنّ الادّعاء انتقائي، فعنوان الخبر لا يعكس التصريح الكامل للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ لم يقل “سنعيد مليون سوري لبلادهم”، بل أعلن عن خطة مشروع تحضّره أنقرة ويتيح العودة الطوعية إلى سورية لمليون سوري استقبلتهم تركيا.

وانتشر  على موقع فيسبوك، مقطع فيديو ادّعى متداولوه أنّه يظهر لحظة خروج الشاب التركي الذي اعتدى على مُسنّة سورية في مدينة غازي عنتاب. وبالتحقّق وُجد أنّ الادّعاء مضلّل، إذ يعود مقطع الفيديو إلى القبض على متّهم بالتحرّش بطفلة في مدينة ديار بكر في تركيا، في شهر مارس/آذار الفائت، وليس للحظة خروج المعتدي على المرأة السورية المُسنّة.

وبالتحقق من صورتين ادّعى ناشروهما أنّهما لسوريين يعبرون الأراضي الأوكرانية رغم الحرب الدائرة هناك، للوصول إلى بولندا وطلب اللجوء في إحدى دول أوروبا. وجد “مسبار” أنّه مُضلّل وأنّ الصورتين قديمتان للاجئين سوريين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، والتُقطتا يوم الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021.

وانتشر على “فيسبوك” فيديو زائف لعبور طفل أوكراني حدود بولندا وحيدًا، إذ نفى حرس الحدود البولندي الخبر المتداول في منشور شاركه في صفحته على موقع تويتر. ونشر صورة التقطتها كاميرات المراقبة وقتئذ، تُؤكّد أنّ الفتى كان رفقة عائلته. كما أشار إلى أنّ جميعهم بخير حاليًّا في بولندا.

وتداولت حسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، صورة ادّعت أنّها لموجة نزوح تشهدها العاصمة الأوكرانية كييف، بعد إعلان حالة الحرب ضدّ روسيا. ليجد تحقّق “مسبار” أنّ الادّعاء مضلّل وقديم، وتعود الصورة إلى يناير/كانون الثاني عام 1999، وهي لنازحين من كوسوفو، الواقعة جنوب شرق أوروبا، خلال الأزمة التي شهدتها المنطقة، آنذاك.

أخبار مضلّلة حول اعتدءات للشرطة السويدية على أطفال لاجئين

تحقّق “مسبار” من مقطع فيديو مضلّل انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، على أنّه لاعتداء الشرطة السويدية على لاجئ سوري لم يتجاوز عمره 16 سنة.  إذ إنّ مقطع الفيديو قديم ويعود لاعتداء حارس أمن سويدي على طفل مغربي يبلغ من العمر تسع سنوات في فبراير/شباط عام 2015.

وادّعى ناشرو مقطع فيديو على مواقع إخبارية وصفحات على “فيسبوك” و”تويتر” أنّه يُوثق سحب الشرطة السويدية للأطفال العرب والمهاجرين من ذويهم. ليُظهر التحقّق أنه مُضلّل وقديم، إذ نشرته وسائل إعلام روسية عام 2012، على أنّه لسحب هيئة الخدمات الاجتماعية بمساعدة الشرطة الهولندية، حضانة طفلين توأمين يحملان الجنسية الروسية من والدتهما بعد اقتحام منزلها في بلدة آرنم في مقاطعة خيلدرلند في هولندا.

وتداولت حسابات على موقع تويتر، صورة، زعمت أنّها لتدشين المملكة العربية السعودية، مشروعًا يتألف من 500 منزل إيوائي، للاجئين من الروهينغا في بنغلادش. وتبيّن بالتحقّق أنّها مضلّلة وقديمة، نُشرت في تاريخ 11 مايو/أيّار عام 2015، على أنّها لإتمام الحملة السعودية لنصرة السوريين في مخيم الزعتري، شمال شرق الأردن.

ولم يعثر “مسبار” على خبر تدشين السعودية، مساكن للاجئي الروهينغا في بنغلادشمنشورًا في أي وسيلة إعلام. لكن، قدّمت السعودية مساعدات إلى لاجئي الروهينغا بقيمة 10 مليون دولار، عام 2019، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).