اغتيال طاهر المصري!

أسامة الرنتيسي

 شخصية سياسية من وزن طاهر المصري يعلم جيدا  أن أي حراك له أو تصريح أو حتى حضور حفلة فنية للفنانة الفلسطينية دلال ابو ٱمنة،  ستتابعها وسائل الاعلام بدقة متناهية، وتخيط حولها  الحكايا والقصص.

هو لم يبك في حفل ابو ٱمنة عندما شارك الجميع وقوفا في أغنية موطني، ولو بكى فالأمر طبيعي جدا من شدة التأثر، الصيادون والباحثون عن الإثارة يزعمون أنه والنائب خليل عطية بكيا في الحفل….(ما علينا).

قبل أشهر، ادعى خبثاء كلاما على فم المصري بمزاعم قوله: “إن الأردن ذاهب نحو الافلاس” فقامت الدنيا ولم تقعد، وبقيت القصة عدة أيام تتردد في وسائل التواصل الاجتماعي، ولاكت ألسن خبيثة لحم المصري مع أن لحمه ومواقفه في الوجدان الشعبي في قمة النقاء والاحترام.

بالأمس؛ إضطر رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري إلى إدانة حملات التشويه والتزوير التي تطال الشخصيات العامة وتطلقها بعض مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنها تعتمد تزوير الحقائق وتضليل جمهور المتابعين.

وقال في بيان ردًا على تحميل كلام مكتوب مخالف لمضمون فيديو قديم: إن ما صدر في بعض المواقع الإخبارية “قولني ما لم أقل” وكان “كلامًا مسمومًا” لم يصدر عني.

لم يؤيد البتة طاهر المصري مصطلح “الهوية الجامعة” واعتبرها خطرا، يومها ابتعد قليلا عن الأنظار، يأخذ إجازة خاصة، يصطحب أم نشأت إلى تركيا، كبقية الأردنيين الذين تستهويهم السياحة في اسطنبول ومرمريس، لكنه لا يُخفي موقفه مما يُجرى في البلاد، وفي أعلى مراتب المجالس، وبحضور رأس الدولة، يُبدي وجهة نظره ويحذر من عواقب يراها من خلال، خبرة السياسي المحنك، ورجل الدولة بامتياز في كل المواقع، والشخصية الوطنية التي تُجمع عليها كل مكونات المجتمع الاردني، فتنهال عليه أقلام، تحاول أن تنال من رفعته وقدره، وتخلط بين وجهة نظره وغضبه من النظام، وهي لا تعرف أن أمثال المصري مزروعون في وجدان النظام، مثلما هم قريبون من الوجدان الشعبي العام.

فقط، لأن فلانا في موقع قرار، أو جهة ما، لا يروق لهما أن تبقى رموز محترمة يعود إليها الأردنيون عندما تتقلص أمامهم مساحات الأفق السياسي، ويحتاجون إلى بوصلة وطنية تهديهم إلى السراط السياسي المستقيم، على وزن طاهر المصري.

ما يُجرى بحق شخصيات من وزن المصري وغيره من الشخصيات الذين يحملون وجهات نظر في ما يُجرى، اتفقنا معها او اختلفنا، هي بالتصنيف السياسي اغتيالات منظمة ومتعمدة، وفي بعدها الشخصي انتقامية.

بعد محاضرة شارك فيها رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة، بدعوة من مركز حماية وحرية الصحافيين قبل سنوات، سئل عن غياب وندرة الشخصيات والرموز السياسية، فأجاب قبل أن ينتهي السؤال: “لأننا أكلنا رجالاتنا أكل عزيز مقتدر”.

في المجالس السياسية العديدة يُطرح دائما سؤال على الحضور، من تُزكّي من الشخصيات الوطنية لرئاسة حكومة إنقاذ، يتلعثم الجميع ولا يقدمون سوى إسما أو إسمين، وفي أبعد الاحتمالات ثلاثة، يتم التوافق عليها، فلماذا استسهال اغتيال الشخصيات إذا؟.

الدايم الله….