أكثر دولة تُطلق حكوماتها استراتيجيات وخطط !

أسامة الرنتيسي –

 

 قد؛ أقول قد، نكون أكثر دولة في العالم تطلق حكوماتها استراتيجيات وخطط ومشروعات وبرامج تشغل فيها الفضاء الإعلامي، ولا نرى شيئا على أرض الواقع.

اليوم؛ الاثنين، أطلق رئيس الحكومة الاستراتيجيَّة الوطنيَّة للأمن الغذائي 2021 – 2030 وخطَّتها التنفيذيَّة.

للأسف؛ أقولها بصوت عالٍ لتأكيد خطورة ذلك، أن كل هذه الاستراتيجيات والخطط ينسبها المسؤول بأنّها  تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك.

من الآن أراهن أن خطط واستراتيجيات التحديث الإداري التي أعلنتها الحكومة، من أبرز ملامحها إلغاء وزارتي العمل والنقل ودمج وزارات في بعضها بعضا، لن ترى النور يوما، وبعد فترة بسيطة لن نعود نسمع عنها شيئا.

الوعود الحكومية، متلازمة لا يصدقها الناس، فإذا وعدت الحكومة، تأتي قناعة الناس عكسه تماما.

تقدم الحكومة، أية حكومة، برنامج عملها إلى مجلس النواب لتحصل على ثقة الشعب، ضمن مشروعات وأهداف محددة، وروزنامة زمنية محددة أيضا، لكن بعد أن تحصل على الثقة، التي تحصل عليها دائما، لا أحد يعود إلى ذلك البرنامج للمحاسبة على أساسه.

آخر التصريحات الحكومية بعد رؤية التحديث الاقتصادي تؤشر إلى حالة فريدة من الاستقرار والأمن وركزت على تحفيز القطاعات الحيوية وتخفيض المديونية. (ركزوا على تخفيض المديونية)!!.

الخطاب الحكومي يتوسع في إطلاق الوعود، أقلها “أن الحكومة حريصة على تقديم الدعم والمساعدة بكافة أشكالهما للمؤسسات الرقابية والمحاسبية، ودعم المؤسسات الاقتصادية الكبرى لمواصلة دورها في دعم الاقتصاد الوطني”.

أما الشيء غير المفهوم هو إطلاق الوعود من الحكومة الحالية والحكومات السابقة لإدارة شركة الخطوط الجوية المَلِكيَّة الأردنية ” بدعم الشركة ناقلًا وطنيًا وسفيرًا أساسيًا للأردن لدى دول العالم كافة.”

كم تمنيت أن أعرف ما هو الدعم الذي يمكن ان تقدمه الحكومة للمَلِكيَّة الغارقة في الديون، مثلما هي موازنة الدولة، غارقة أيضا وتستغيث؟.

فكرة الوعود وتقديم الدعم، هي الصفة الغالبة ضمن الخطاب الرسمي منذ سنوات طوال، ونسمع كثيرا من أشخاص ومؤسسات تلقوا وعودا حكومية ذرتها الرياح.

يزور وزير البلديات (الإدارة المحلية) إحدى المدن، فيستمع الى مطالب أهلها، فيبدأ بإطلاق الوعود، وهو والسامعون يعرفون أنها لن تتحقق.

يضع وزير الصحة حجر الأساس على صخرة صوان لمستشفى او مركز صحي، فيبقى حجر الصوان ويضيع حجر الأساس.

وزير العمل يبلع طُعم مطعم “سهول سحاب” فيهرول إلى المطعم كنوع من التجاوب مع الحس الشعبي، فيتحول إلى مادة تندر في السوشيال ميديا..

طبعا، عن وزراء الاقتصاد والمال، حدث ولا حرج.

الدايم الله….