“مسبار” يتحقّق من الأخبار الزائفة عن غرق المهاجرين واحتجاجات إيران في سبتمبر 2022
بيان للإعلام- 29 سبتمبر/أيلول 2022– شغلت أحداث عدّة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري، كان أبرزها الاحتجاجات في إيران وحوادث غرق المهاجرين غير النظامية، التي ترافقت بانتشار الأخبار الكاذبة عنها، والتي رصدها فريق مسبار.
الاحتجاجات في إيران
انتشرت الأخبار الكاذبة والمضلّلة عن الاحتجاجات التي شهدتها مدن عدّة في إيران، عقب إعلان وفاة مهسا أميني (22 سنة)، يوم الجمعة 16 سبتمبر/أيلول الجاري، بعد احتجازها من قبل دورية شرطة، لاتهامها بعدم الالتزام بارتداء الثياب المفروضة على النساء.
رصد “مسبار” فيديو مضلّل لإطلاق الشرطة الإيرانية النار على متظاهرين في مدينة الأحواز، خلال الاحتجاجات الأخيرة. ووجد تحقّق “مسبار” أنّ الفيديو قديم ويعود إلى يوليو/تموز 2021، عندما أطلقت الشرطة الإيرانية النار على متظاهرين في مدينة سونسغارد، خلال احتجاجات على نقص المياه في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران.
وتداولت حسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، صور لمسيرات داعمة للنظام الإيراني ومناهضة للمظاهرات الأخيرة في البلاد. وأظهر تحقّق “مسبار” أنّ الادعاء مضلّل والصور قديمة، تعود إلى أحداث مختلفة.
كما انتشر مقطع فيديو على أنّه لهجوم متظاهرين إيرانيين بالزجاجات الحارقة على قوات الباسيج في مدينة قم خلال الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، لكن الفيديو قديم ونُشر على موقع يوتيوب وحسابات إخبارية فلسطينية في موقعي تويتر وفيسبوك في الخامس من شهر مارس/آذار عام 2020، على أنّه لمتظاهرين فلسطينيين هاجموا مركبات إسرائيلية بالزجاجات الحارقة أثناء مداهمة حي الطيرة في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وتوصل “مسبار” إلى أنّ فيديو فرار سيارة الشرطة من المتظاهرين في إيران قديم وليس خلال الاحتجاجات الأخيرة في منطقة نهاوند الإيرانية، بل يعود لمتظاهرين في مدينة آراك الإيرانية هاجموا سيارة شرطة يوم 30 ديسمبر/كانون الأوّل عام 2017.
وفنّد “مسبار”، مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه للفتاة الإيرانية مهسا أميني وشقيقها وهما يحرقان القرآن، وأنّ هذا هو السبب الحقيقي وراء اعتقالها من قبل الشرطة الإيرانية، لكنّه قديم ومنشور على قناة تحمل اسم سارة سلامات في موقع يوتيوب، بتاريخ 19 يونيو/حزيران عام 2019، تحت عنوان “تحدي حرق القرآن لرضا خكسار وسمية سلامات”.
غرق قوارب المهاجرين في البحر المتوسط
عقب انتشار أنباء عن غرق قارب هجرة غير نظامية، كان يحمل 27 مهاجرًا مصريًا قبالة ساحل طلميثة شماليّ ليبيا، كانوا في طريقهم إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط، رصد فريق “مسبار” عددًا من الأخبار الكاذبة عنه.
إذ انتشرت صورة ادّعى ناشروها أنّها لجثامين شباب مصريين على السواحل الليبية، بعد غرق المركب الذي كان يُقلّهم. وتبيّن بالتحقّق أنّ الصورة قديمة وتعود إلى عاملين في الهلال الأحمر الليبي يحملون جثة أحد المهاجرين الذين لقوا حتفهم، بعد غرق قارب قبالة بلدة الخمس الساحلية شرقيّ طرابلس في ليبيا، يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول عام 2015.
كما انتشرت صورٌ ادّعى ناشروها أنّها التُقطت مؤخرًا لانقلاب مركب هجرة غير نظامية يحمل مصريين، وهو في طريقه من ليبيا إلى إيطاليا، إلا أنّ الصور قديمة نشرت إحداها وكالة الأناضول ومواقع تركية أخرى في الخامس من مايو 2022، على أنّها لمهاجرين أنقذتهم القوات التركية العاملة قبالة سواحل مدينة مصراتة الليبية. أمّا بقية الصور، فنشرتها البحرية الإيطالية بتاريخ 25 مايو عام 2016، على أنّها للحظة انقلاب قارب يحمل لاجئين بالقرب من السواحل الليبية.
غرق مركب هجرة غير نظامي قبالة سواحل طرطوس
بتاريخ 22 سبتمبر الجاري، أُعلن عن غرق مركب كان محمّلًا بمهاجرين من جنسيات مختلفة عند الحدود اللبنانية السورية، نجم عنه وفاة 89 شخصًا وإصابة آخرين.
وعقب إعلان الخبر، جرى تداول العديد من الصور والفيديوهات المضلّلة عن الحادثة، إذ انتشرت صورتان قديمتان على أنّهما لمهاجرين أُنقذوا من غرق مركب قبالة سواحل طرطوس حديثًا، وأظهر تحقّق “مسبار” أنّ الصورة الأولى تعود إلى وصول مهاجرين من تركيا إلى قرية سكالا في جزيرة ليسبوس اليونانية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، أما الثانية، فتعود إلى لاجئ سوري يحمل طفلًا في حلقة نجاة ويسبح باتجاه الشاطئ بعد انكماش زورقه على بعد قرابة 100 متر قبل وصوله إلى جزيرة ليسبوس اليونانية في 13 سبتمبر/أيلول عام 2015.
وحول الصورة التي تداولها مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي على أنّها لإنقاذ رضيع بعد غرق المركب الغارق، فإنّها تعود لرضيع مغربي أنقذه أفراد الحرس المدني الإسباني قبالة شاطئ سبتة. ولم يتسنَّ لـ”مسبار” التثبت من هويّة الرضيع، إلّا أنّ نشر الصورة قديمًا ينفي أن تكون لرضيع أُنقذ عقب غرق المركب قبالة سواحل طرطوس يوم 22 سبتمبر/أيلول الجاري.
وعن الصورة التي ادّعى ناشروها أنّها لإنقاذ غرقى مركب في طرطوس، وجد تحقّق “مسبار” أنّها قديمة ونشرها موقع الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سبتمبر عام 2016، على أنّها للاجئين سوريّين في سفينة تابعة لخفر سواحل اليونان، بعد إنقاذهم من مركب هجرة غير نظامية في المياه اليونانية، آنذاك.
وأعاد مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي نشر مشهد تمثيلي على أنّه لرجل فقد عائلته جرّاء غرق المركب. و عند التحقّق، عثر “مسبار” على المشهد في حساب على تطبيق تيك توك يُدعى صاحبه أبو حميد، والذي أشار في وسوم تصنيفه أنّه تمثيلي.
حادث غرق آخر لمركب هجرة غير نظامي قبالة السواحل التونسية
وفي سلسلة حوادث غرق مراكب الهجرة غير النظامية في شهر سبتمبر الجاري، شهدت سواحل تونس حادثة غرق لمركب في الليلة الفاصلة بين يوميّ السادس والسابع من سبتمبر. تسببت بوفاة 12 شخص.
ورصد فريق مسبار أيضّا الأخبار الكاذبة التي طاولت الحادثة، منها صورة ادّعى ناشروها أنّها لانتشال جثث مهاجرين من السواحل التونسية، إلا أنّها قديمة وتعود إلى عناصر من الهلال الأحمر الليبي، وهم يحاولون انتشال جثة مهاجر جرفه البحر على شاطئ مدينة زوارة الليبية الساحلية في 28 أغسطس/آب 2015.
كما إن هاتين الصورتين ليستا لسيدة فقدت أبناءها الثلاثة في حادث غرق المركب قبالة السواحل التونسية، إذ تعود الصورة الأولى إلى سيدة من محافظة البحيرة المصرية، فقدت ثلاثة من أبنائها بعد أن غرقوا في شاطئ النخيل في حي العجمي التابع لمحافظة الإسكندرية في مصر في يوليو عام 2020.
أمّا الصورة الثانية فهي لثلاثة شبّان غرقوا في حادثة الاسكندريّة نفسها، ولم يتسنَّ لـ “مسبار” التأكّد مما إذا كانت صورة الشبان الثلاثة للسيدة التي تمّ تداول صورتها.
كما تداول مستخدمون مشهد تمثيلي على أنّه لأم تونسية تبكي قرب جثة ابنها الذي قضى في حادثة غرق المركب، إلا أنّ مقطع الفيديو منشور في قناة مغربية على موقع يوتيوب باسم سحابي تي في، منذ مايو 2021. وهو عبارة عن مشهد تمثيلي من فيلم قصير باسم “غربة”، أنجزه شاب يُدعى أيوب مع والدته.