كتب نادر خطاطبة
باتت قصة أمانة عمان الكبرى اليوم، المناكفة والجدل، وان كانت موسوعة جينتس اعتمدت منجزها الجدلي ” علماً هو الأكبر او الأطول، ام يافطة” قد تكون إعلانية تطرزها عبارات ك .. لتشييك مزاركم” ولمن لا يعلم، وحتى لا يستمر مسلسل استغبائنا ، فهي يافطة ، لاعتبارات مخالفتها تفاصيل الجسم المادي الذي تجسمه، من نواحي ابعاده، وتفاصيله المنصوص عليها دستوريا، والمؤكد ان لجنة التحكيم عادت إليها للمقاربة والمقارنة .
ما سلف لا يعنينا ، بقدر الاستخفاف الذي مارسته الأمانة تجاه حالة السخط الشعبي ، على منجز رغم تواضعه، لكنه يعكس سذاجة افضت لهدر مالي ايا كان حجمه ، لكنه أنفق في غير مكانه ، وهذا انعكاس لذهنية إدارية لانحسد عليها، وعلى الخيبات التي جرتها وستجرها ان بقيت في مواقعها.
تثير قصة اوردها المحامي راتب النوايسة بتغريده حول العلم ، حافزا لطرح سؤال مباشر عنوانه .. أين هي أموال الأمانة؟؟ فهو كمحام يتابع تعويضا لاحد موكليه بعد قضية ازهقت ثلاث أرواح، لقصور خدمي قبل عشر سنوات واحتصل على حكم قضائي بتعويض مقداره ٣٠ الف دينار ، لكن التنفيذ بمماطلة وتسويف، عنوانه لارصيد للأمانة بالبنوك، ما جعلها لليوم تتهرب من مسؤوليتها الاخلاقية كمؤسسة ، ان كانت تعنيها دلالات ومعاني المفردة، والتزاماتها.
مشكلتنا ان لا أحد يقر بالخطأ، وهذا جانب ، والجانب الآخر وهو أكثر سوءا ، ان لا أحد بات معنيا او مسؤولا عن تبرير اخطائه، وان كان الانفاق هدرا في غير مكانه، او حتى مكانه بافتراض ان موجة السخط الشعبي والتهكم والسخرية، مما يعتقد إنه منجز، ليست في مكانها ، ولربما نكون نحن على خطأ، لكن لا أحد تصدى ليوضح كم دفعنا نحن ، لا هم ، بدل قماش واعمدة ، واستنزاف طاقات وموارد بشرية على شيء ، كان مصيره نهاية المطاف على ظهر قلاب ، متعدد الاستخدامات ..
قصة العلم ليست يتيمة ، ونواجه يوميا الكثير من القصص ، التي لا يولي الرسمي حيالها اي درجة احترام للناس وارائهم ، وتكاد مقولة ” ليقولوا ما يقولوا ، ونحن نفعل مانريد ” تستحوذ على مشهد الإدارة الرسمية في الكثير من القضايا، التي يغلفها النفاق ، لتأكيد حالة ولاء .
وسياق النفاق والولاء ، حضرنا بالمناسبة من وحي تغريدة لوزير الصحة الأسبق ورئيس لجنة الاوبئة د. سعد الخرابشة معقبا على منجز الأمانة بما فحواه ” ان الأمانة وبعد ربع قرن لاتميز بين النفاق والولاء ” مستذكرا حادثة تشييدها تمثالا من الذهب للراحل الملك الحسين والذي امر بصهره على الفور ..
ودعونا نتساءل؟ ولكم ان تصنفوا السؤال ببراءة ، او تحملوه ما لا يحتمل .. . لو كان امين عمان أتى بانتخابات من قواعد شعبية اختارته ، وعرف كيف تفكر وما هي اولوياتها واوجاعها؟؟ هل كان سيتوجه لكسب ودها بوساطة علم او يافطة بحجم قياسي ؟؟ ام كان سيفكر في خيارات شعبية اكثر واقعية ؟؟
بعيدا عن السخرية ، من وحي قصة اطول علم في العالم ، وان كانت السخرية بحد ذاتها انعكاس لتراجيديا ارهقتنا وما تزال، ما نخشاه ان يقر صاحب الفكرة والمنجز ، بموازنة الأمانة للعام القادم ، مخصصات طرح عطاء لمشروع ” دراي كلين اطول علم او يافطة بالعالم ” لسبب بسيط ، إنه يعتقد إنه لم يخطيء اصلا ، بدلالة سكوت الرسمي الذي يعلوه درجة عن هرقطاته ويباركها ، وليذهب العامة ورايهم العام للجحيم..