مهرجان الاردن الدولي للافلام…ماذا بعد؟

رسمي محاسنة
انتهى العرس “العاشر” لمهرجان الاردن الدولي للافلام،وتمت ازالة السجادة الحمراء،وحصلنا على جائزة التمثيل،واقمنا حفلا ختاميا هزيلا، لايليق بتخرج طلاب مرحلة ابتدائية.
انتهى كل هذا،ولا اعرف اذا توقفت وزارة الثقافة بكل مكوناتها، عند كلام رئيس لجنة تحكيم المهرجان، المخرج الكبير”خيري بشارة”.
لقد تحدث صاحب  فيلم “صائد الدبابات”،وفيلم”يوم حلو ويوم مر”،باستغراب، واندهاش عن هذا الذي قدمه المهرجان، فهو من منطلق احساسه بمسؤوليته تجاه السينما،وجد نفسه مدفوعا ليقاطع برتوكول قراءة الجوائز، وان يتقدم للميكرفون، دون  ان يضع في حسابه اعتبارات ومكاسب اّنيه، باعتباره ضيف في المهرجان، ورئيس لجنة تحكيم،ولم يحسب حساب عدم دعوته في سنوات مقبله.
ماقاله المخرج “خيري بشارة” هو رسائل مهمة لوزارة الثقافة وادارة المهرجان،فهو تحدث على اعتبار ان السينما قوة ناعمة،وانها صاحبة دور في حياة الشعوب، يمكن ان تطرح قضايا، وتقول الكثير بما تحمله من رسائل ومضامين فكرية وجمالية.
بدأ المخرج”بشارة”، بقوله” انا مندهش من المشاركة السينمائية الاردنية المتواضعة في المهرجان”.
واضاف” لابد من تشجيع السينما الاردنية، وانتاج الافلام، وتجاوز هذا الرقم الهزيل”.
نعم رقم هزيل، وحضور باهت للفيلم الاردني، وهذا يحيلنا الى تمترس الوزارة وادارة المهرجان،خلف تعليمات، ورؤية قاصرة في ادارة هذا الملف، هناك دعم لافلام، لكن وفق هذا المنهج، لانعرف عنها شيئا، حيث ياخذ المخرج الميزانية، وتنتهي العلاقة، ولا احد يسأله عن ماقدمه على الورق، وعن ما انجزه من معادل بصري، يتوافق الرؤية المكتوبة.
كل ذلك في اطارعلاقة شائهة مابين الوزارة والفنانين، محكومة باغلبها في صيغة” الاسترزاق”، دون ان يكون هناك مرجعيات وتقاليد، تضع اسس لمن يقدم نفسه على انه مخرج،لان الوضع الحالي يسد الابواب امام فنانين يمكن ان يقدموا شيئا يخرجنا من هذه الحالة التي تجمدت فيها افلام وزارة الثقافة.
النقطة الاخرى التي اشار اليها المخرج الكبير”خيري بشارة” هي ضرورة اختيار افلام عربية بسوية فنية وفكرية، لان احتكار الفيلم المغربي لجوائز المهرجان، يعني ضعف الافلام العربية المشاركة، وهذا يحيلنا الى اسس اختيار الافلام العربية ، وهل هذه الاختيارات المتواضعه للافلام العربية، تاتي على امل ان لاتكون هناك منافسة قوية للفيلم الاردني؟.
في نظرة الى دول عربية مجاورة مثل السعودية، ليس لها تلك التجربة الكبيرة في الانتاج السينمائي، ولا في المهرجانات السينمائية، الا انها في السنتين الاخيرتين على الاقل،استطاعت ان تقدم نفسها على خريطة السينما والمهرجانات العربية بشكل محترم،بينما عندنا ،اما انها افلام هزيلة،كما في انتاجات وزارة الثقافة، او انها افلام تظهر باسم الاردن، اذا ارادت طرح نفسها لجوائز الاوسكار،ويختفي اسم الاردن عند مشاركتها في المهرجانات.
ومهرجاناتنا حكاية كبيرة، فاما انها تقوم باقصاء السينمائيين والنقاد والصحفيين الاردنيين، فقط تستدعي مديرة المهرجان، من هم على هواها،في مهرجان عمان،اومهرجان وزارة الثقافة الذي اصبح فقط مجرد “ايام” لذر الرماد في “عيون” السينما الاردنية.
كل هذا…ولا احد يتحرك..ولا رغبة او ارادة بالتغيير.