أمعقول.. خلدا تغرق في شبر مية! فيديو

أسامة الرنتيسي – 

لم أصدق فيديوهات وصلت لهاتفي عن غرق شوارع ومناطق في خلدا من أول أمطار الموسم الحالي، وتوقعت أنها مركبة من سنوات سابقة.

لكن تبين أنها صحيحة وأن محال تجارية كثيرة عاشت ساعات تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن دهمتهم مياه الأمطار.

ما حدث ليس المرة الأولى، وفي سنوات قريبة سابقة غرق وسط البلد “قاع المدينة” في كارثة لا أعلم هل تم تعويض أصحاب المحال حتى الآن أم أن القضية لا تزال معلقة؟.

دائما نشيد وبالبنط العريض بجهود جميع النشامى في الدفاع المدني والأمن العام والقوات المسلحة وأمانة عمان، وهذا جزء من واجب الإعلام الوطني المسؤول والجاد.

لكن، ومع هذه الاشادة لا بد لنا ان نتحدث بموضوعية، ومصداقية أكثر، حتى نتعلم الدرس ولا نبقى أسرى إلقاء التهم وتحميل جهات المسؤولية وتبرئة أخرى..

على ما يبدو، أننا لا نتعلم من دروسنا شيئا، ونبقى ضحايا خطاب رسمي مبالغ فيه وقُدراتنا في مواجهة الأزمات.

في حالة المبالغة، يطمئن الناس، ويشعرون أن الأمور تحت السيطرة، وأننا سننتصر لا محالة على المشكلة التي نواجه.

نكتشف على أرض الواقع، أننا غير جاهزين ولا شيء، وأن إمكاناتنا، بسيطة ومتواضعة، و”نغرق في شبر مية”، ولا نضمن حتى بقاء التيار الكهربائي موصولا، ولا توجد إمكانات لمعالجة الأعطاب الناجمة، وتصبح الحياة كأننا فعلا في حرب حقيقية، هذا في أوقات موجات الثلج المنتظرة، أما في الأحوال الجوية غير المستقرة، والأمطار المفاجئة، فالقصة مختلفة قليلا.

لا نجلد أحدا، وهذه ليست من أخلاقنا، لكن من حقنا أن نقول إن إدارة الأزمات،  بل حتى طريقة التعامل مع كل قضية تواجهنا، فيها مشكلة

حقيقية.

الآن بدأنا نرفع طموحات الفوز على الفريق الإسباني يوم الخميس المقبل، فثارت بنا الفزعة وخطاب “عليهم عليهم..” حتى ظننا أن الطريق إلى الدوحة أسهل من الوصول إلى القويسمة..

لنتخلص من همجية نظام الفزعات، ومن الخطاب الإعلامي المرتبك، والخطاب الحكومي الضائع وغير المسؤول، ومن مسح الجوخ لبعضنا على أعمال هي من صميم واجبنا، ونعترف جيدا بإمكاناتنا وحجمها الحقيقي، حتى نستطيع أن نقرأ واقعنا جيدا، ولا نبالغ في طموحاتنا، و”على قد ألحِفتَنا نمد أقدامنا.”

الدايم الله…