أسامة الرنتيسي –
كان على رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أن يتحلى بالشجاعة الكافية ويخرج مخاطبا الناس منذ اليوم الأول لأزمة الشاحنات وما تبعها من تطورات.
أو في الأقل يجلس ووزير الداخلية ومدير الأمن العام ويقود الخطاب الحكومي في التعامل مع الأزمة وكيفية الخروج منها.
طبعا؛ حتى الآن الفرصة لم تفت، والناس ينتظرون خطابا وحديثا مباشرا، بعد أن تبين أن الحكومة باقية وتجري تعديلات وزارية، وان لا يكتفى بمداخلة متوقعة اليوم في مجلس النواب، إذا قدر الله وانعقدت الجلسة بعد غياب شهر عن قبة البرلمان.
لا أدري ما هو حظ الشعب الأردني في حكوماته، حكومة الدكتور هاني الملقي ضيّعت عدة أشهر في بحث موضوع الخبز لتوفر 50 مليونا، وتربك المواطن في آلية الدعم بقروش بخسة، كأن أحواله العامة مرتاحة ولا ينقصه إلا التفكير في كيفية الحصول على بريزة دعم الخبز.
وحكومة الخصاونة من أجل 20 مليون دينار عوائد زيادة الوقود، ضيعت مئات الملايين بعد تعطل العجلة الاقتصادية في عمل الشاحنات وميناء العقبة، وشلل الحياة في الجنوب.
الأوضاع العامة في البلاد وبعد الدربكة النيابية في قضية النائب محمد عناد الفايز، وإنعكاساتها عشائريا، والطرح الجريء من الوزير السابق الدكتور نوفان العجارمة بحل مجلس النواب وترحيل الحكومة، إضافة إلى ما مرت به البلاد في الأسابيع الماضية، تحتاج إلى وقفة جادة حقيقية، للعمل على توحيد الناس، وتماسك الجبهة الداخلية أهم بكثير من أي حلول اقتصادية ترقيعية.
توحيد الناس داخليا على مجمل القضايا الوطنية، وفتح حوارات جادة مع قوى المجتمع جميعهم، المؤيد منه والمعارض، قضية في غاية الخطورة، نظرا لما يُجرى في الإقليم، وفي الجوار تحديدا، لأن ترك التفاهم الداخلي على القضايا الوطنية والإقليمية، من الممكن أن يكون بوابة عبور لفوضى لا أحد يريدها، ونزاعات لا أحد يعلم إلى أين تصل مدياتها.
الحوار مع قوى المجتمع مع الإقرار بضعفها وسلبيتها من أحزاب ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني، ضرورة وطنية، لأننا لسنا في بحبوحة لتوزيع الغنائم، وتشكيل مجالس المفوضين وتعيين مديرين وتوزيع العطايا على المعارف في إدارات الشركات من أجل التكسب، فالأوضاع صعبة، وأصعب مما يتخيل بعضهم، والصعوبة ليست في الجانب الاقتصادي والمعيشي للناس فقط، بل تعدته إلى الشعور بعدم الاطمئنان والأمان على كل شيء، ولنتذكر كتاب “النار والغضب” الذي جاء بمعلومات كثيرة عن الأردن، كما تزدحم الصحافة الغربية من التحذير من الأشهر المقبلة في الأردن، وأن حزيران الأردني سيكون ربيعا مختلفا.
لا يمتلك الخصاونة كاريزما المناورة، والقدرة على الإقناع، وتجريبه في المواجهة الشعبية ليس في مصلحة البلاد، يرافق ذلك كله، احتقان شعبي وخيبة أمل من أداء النواب، وأزمة اقتصادية معيشية طاحنة، عندها فإن النتائج وخيمة، وقد لا تحمد عقباها.
أشعر ببرد شديد، ويعيش الناس في قشعريرة، والله يستر.
الدايم الله….