في حين أن المتعارف عليه هو أن الحروق التي تصيب الوجه غالبا ما تنتج عن التعرض للحرارة، لكن ثبت أن هناك نوعا آخر من الحروق التي قد نتعرض لها، لكن ليس بسبب الحرارة، وإنما الطقس البارد، وهي الحروق التي تعرف بـ ”الحروق الباردة“.
وعادة ما تقترن تلك الحروق الباردة ببعض الأعراض التي من ضمنها الاحمرار، الشعور بالحرقان، الوجع وتقشر الجلد، وهي الأعراض التي تحدث نتيجة لتعرض الوجه لرياح قاسية أو هواء متجمد، وتظهر عادة على الأنف والخدين، بحسب الدكتور ميليسا بياليانج.
وقال الخبراء إن هناك عوامل حين تجتمع فإنها تؤدي لإتلاف البشرة وهي الرياح الشديدة، الرطوبة المنخفضة ودرجات الحرارة المنخفضة. بالإضافة لبعض النشاطات التي من ضمنها التزلج على الجليد في البلدان التي تتساقط بها الثلوج، ركوب الدراجات لمسافات طويلة، ركوب الدراجات البخارية، ركوب القوارب وغيرها من الأنشطة الترفيهية التي يقوم بها الناس في الأماكن المفتوحة بالهواء الطلق، إذ تتسبب جميعها في الإصابة بنوعية الحروق الباردة، وفقا لتحذيرات طبيب الجلدية الأمريكي مايكل كسارديجيان.
ولحسن الحظ أن تلك الحروق الباردة تزول من تلقاء نفسها خلال أيام طالما أنها لم تكن شديدة للغاية. ومع هذا، فقد قدَّم الباحثون بعض النصائح التي تساعد على التخفيف من حدة الألم وحالة الانزعاج التي تكون مصاحبة لتلك الحروق خلال فترة تعافي الجسم.
** أهمية الترطيب
يشكل الترطيب أهمية كبرى في مواجهة تلك النوعية من الحروق التي تتسبب في سحب الرطوبة من البشرة. ولهذا فإن ما ينصح به هو شرب قدر كاف من المياه والانتظام في وضع مرطبات خالية من العطور مع سيراميد، زبدة شيا، دقيق شوفان غروي أو حمض الهيالورونيك، من ضمن عدة مكونات أخرى، للمساعدة في إصلاح التلف الذي لحق بالحاجز الواقي للبشرة، وهو أهم وأكثر ما ينصح به أطباء الجلدية بهذا الخصوص.
وكذلك ينصح بتجنب استخدام المنتجات التي يدخل في تصنيعها الكحل، التونر، منتجات التقشير والأدوية القابضة التي لا تكون مريحة للبشرة. وبالاضافة لذلك، ينصح بغسل الوجه مرة أو مرتين يوميا للمساعدة في مقاومة الشحوم التي قد تنتج عن استخدام تلك المنتجات.
وعند الغسيل، ينصح بتجنب الماء الساخن، الذي قد يؤدي لتفاقم الأعراض. وبدلا من ذلك، يمكن التركيز على الماء الفاتر وتقليل وقت الاستحمام بحيث لا يزيد على 15 دقيقة للمساعدة في الحفاظ على نفس مستوى ترطيب البشرة ومن ثم الحفاظ على حيويتها ونضارتها.
وللحد من إحساس الحكة أو الألم الذي يأتي مصاحبا للحروق الباردة، يمكن استخدام أي من كريمات أو مسكنات الألم التي تباع دون وصفة طبية. مع ضرورة تجنب الحكة والتعرض للشمس قدر المستطاع لإتاحة الفرصة للجسم كي يتعافى ويتجنب المزيد من الإصابات الجلدية.
وحال بدأت البشرة في التقشر، فيجب عليك تجنب تقشيرها مع العمل في الوقت نفسه على ترطيبها لتجنب الإصابة بأي عدوى، تندب أو فرط تصبغ. وإذا لم تتحسن الأعراض، أو زاد الشعور بالألم، التورم، الحمى أو الغثيان، فمن ثم لابد من الرجوع لطبيب مختص.