أسامة الرنتيسي –
ما دامت الحكومة قد وعدت في موازنة 2023 بعدم فرض ضرائب جديدة، من حقها علينا أن نُغششها هذا السر.
حاولت حكومة سابقة (حكومة الدكتور عبدالله النسور في نيسان 2015) العودة إلى تطبيق “ضريبة اللهو” التي كانت تحصل في بداية الخمسينيات على المحال السياحية والفنادق التي تقدم المشروبات الروحية والسهر بعد الساعة الثانية عشرة ليلا.
ما علينا….
ما يجري في البلاد يقود إلى حالة من التشاؤم لا تحمد عواقبها.
وحدها الحكومة صامتة، وإن تحدثت فكأن ما يجري لا يعنيها، فتتعامل ببرودة أعصاب وردّات فعل لا تتناسب مع ما يجري، ولا تبدي الرغبة في التعامل مع الواقع المتحرك في البلاد، بعد أن تراكمت المشكلات السياسية والاقتصادية والمعيشية، فمن الطبيعي أن نمر في مرحلة دفع الاستحقاقات المتأخرة لأصحابها، إن الاعتراف والإقرار بوجود أزمة في البلاد هي الخطوة الأولى نحو الحل الواقعي واستعادة حالة من التصالح بين المجتمع والدولة.
القطاعات كلها تشكو، السياحة، الصناعة، الزراعة، الخدمات، الاستثمار، الإسكان، القطاع الخاص بمجمل تخصصاته.
القضايا في معظمها في عهدة الحكومة، وهي التي تستطيع أن تحسم كثيرا من الجدل، حيث لا نملك ترف الوقت حتى تبقى صامتة.
في الموضوع الأبرز، القضية الاقتصادية والحياة المعيشية للمواطنين، دخلت منحنيات صعبة وخطيرة، وغول البطالة يتسع يوميًا، ولا يوجد منزل أردني واحد الّا فيه خريج جامعي متعطل من العمل، كذلك لا تتوقف ارتفاعات الأسعار الجنونية، وما يغيظ الأردنيين أنهم احتلوا المرتبة 82 عالميا (التاسعة عربيا) كأسعد شعوب العالم، وفق تقرير للأمم المتحدة.
في ملف الفساد ــ القضية الأكثر شعبية ــ فقد انفتح الباب منذ سنوات، ولا سبيل للطبطبة، أو العودة إلى الوراء، بعد أن صدَمَ المجتمعَ كُلُّ هذا الفساد الذي يعشعش منذ سنوات، لكن يسجل على هذه الحكومة أنها لم تحول ملفًا ثقيلًا من الفساد إلى المحاكم، وتكتفي هيئة مكافحة الفساد بملاحقة الفساد الصغير.
لم تعد الشعارات العامة وحدها كافية للتعبير عن مطالب الحراك الشعبي المنظم منه وغير المنظم، كما لم تعد الوعود العامة وحدها من جانب الحكومة كافية لتلبية مطالب هذا الحراك.
نحتاج إلى إجابات من السلطات التنفيذية عن الأسئلة المتوالدة، والقضايا الكبيرة، أمّا الاعتماد على سياسة التسويف وتقطيع الوقت، فلن يجلب لنا سوى أزمات تلد أزمات.
هل من هم في سدة صنع القرار في البلاد بحجم المرحلة وخطورة تداعياتها؟ لا أعتقد ذلك…
الدايم الله…