أَنْ تُحِبَّ ثانِيَةً… يَعني أَنَّ قَلْبَكَ يَعيش… ولا زالَ يَنْبِضُ بالحَياة…
فَمَنْ مِنَّا يَكْرَهُ الحياةَ… أَوْ حتَّى يَكْرَهُ أَنْ يَعيش…
وَإِذا ما انتَهَيتَ مِنْ عَلاقَةٍ… بَعْدَما كُنْتَ تَعْتَقِدُ بِأَنَّها هي التّي كُنْتَ تَبْحَثُ عَنْها طَوالَ حَياتِكَ… بَلْ كُنْتَ تُصَلّي لِلخالِقِ لَيْلاً وَنَهاراً كَيْ يُرْسِلَ ذاكَ الإِنْسانَ لَكَ…فإِذا ما انتَهَتْ… فَعَلَيْكَ أَلاَّ تَحْزَنَ أَكْثَرَ مِمّا يَنْبَغي… لِأَنَّ اللّهَ قَدْ أَرادَ لَكَ الأَفْضَل…
فالحُزْنُ حَقٌّ بِلا شَكّ… وَلَكِنَّ قُلوبَنا لَمْ تُصْنَعْ كَيْ تَحْزَنَ فَقَط… وَإِنَّما هِيَ قَدْ خُلِقَتْ لِلْفَرَح… كُلِّ الفَرَح…
الحُزْنُ المِفْرِطُ يُميتُ القلوبَ وَيَشْطُرُها… فَهَلْ مِنْكُم مَنْ يُريدُ إِتْمامَ حياتَهُ بِنِصْفِ قَلْب…
بَعْضُ العلاقاتِ تَسْحَقُ القُلوبَ وَ تُتْعِسُها… فَنِهايَتُها تَكونُ أَشْبَهُ بِالخلاصِ مِنْها إِلى الكارِثَة…
فالكارِثَةُ تَكْمُنُ باسْتِمْرارِها… وَالفَرَجُ بانْتِهائِها…
فَإذا ما انْتَهَيْتَ مِنْ عَلاقَةٍ… إِفْتَحْ قَلْبَكَ وَلا تُغْلِقْه… فَعَلى القَلْبِ أَنْ يُكْسَرَ مِراراً قَبْلَ أَنْ يُفْتَح…
وَعَساهُ أَنْ يُفْتَح… إِذا ما أَرَدْتَ أَنْتَ ذَلِكَ… وَعِنْدَها سَوْفَ تُدْرِكُ بِأَنَّ حُزْنَكَ المُفْرِطَ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَيُّ مُبَرِّر… وَأَيُّ مُبَرِّرٍ تَحْتاجُ أَنْتَ لِنَفْسِكَ لِما قَدْ فاتَكَ مِنْ حَياة…