“تعيش الطبقة العاملة.. طز بهيك عيشة يا زلمة”!!

أسامة الرنتيسي –

 في لحظة زهزه وإبداع، جسد فنان الكاريكاتور الفلسطيني العالمي الشهيد  ناجي العلي في منتصف السبعينيات صيغة حقيقية لعيد العمال العالمي، عندما رسم عاملا يحمل لافتة قماشها مرقع كتب عليها “تعيش الطبقة العاملة” إلى جانبه زوجته التي تحتضن ابنها الصغير، وبقهر الدنيا كلها تقول له:  “طز بهيك عيشة يا زلمة..”.

بعيدا عن شعارات الأحزاب والنقابات والمؤسسات التي تحتفل كثيرا في الأول من أيار بعيد العمال العالمي، وعن التهاني الكثيرة التي تلقاها العمال في عيدهم، وهم على رؤوس أعمالهم، لأن الشيء الغريب في عيد العمال العالمي، هو عطلة رسمية، أن جل الذين على رؤوس أعمالهم في هذا اليوم  من العمال، ومن ينعمون براحة الإجازة هم أرباب العمل!.

لا أدري لِمَ تذكرت في عيد العمال العالمي رسالة البسطاء التي وصلت قبل سنوات في مثل هذا الوقت مباشرة من إربد إلى دولة الرئيس السابق وهو يغادر المسجد بعد صلاة الجمعة، حيث لحق أحد المواطنين سيارة الدكتور هاني الملقي وقال له: “الناس جاعوا وأكلوا … دولتك! لو ترخصوا الأسعار أحسن لك عند الله من حجة”!.

ما علينا..  نتذكر الأول من أيار، عيد العمال العالمي، فتعود بنا الأيام إلى مرحلة الأحكام العرفية، التي غادرناها في عام 1989، وتمر في الذاكرة حالة النقابات العمالية النشطة في تلك الفترة، خاصة نقابة العاملين في المصارف، عندما كان يقودها نقباء مُجيدون ومُجتهدون.

كنّا طلابًا في الجامعات، نشارك نقابة المصارف وعموم رفاق التيار القومي واليساري احتفالاتهم، حيث كانت النقابة تنظم رحلة اجتماعية في عيد العمال لأعضائها وأسرهم وأصدقائهم كافة إلى دبين، تقام خلالها المسابقات الثقافية، والأمسيات الشعرية، وحفلات الغناء الوطني.

أتذكر تلك الأيام، وأوازنها بأيامنا هذه، التي لا تزال مطالب الحركة العمالية هي ذاتها التي تُطالب بها منذ عشرات السنين بضرورة تعديل قوانين العمل والضمان الاجتماعي ونظام النقابات العمالية الموحّد، وجمهور العمال الذين يعانون الأمرّين من تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ولا تزال الشعارات ذاتها بضرورة إصلاح أوضاع الحركة العمالية التي هي جزء من مشروع الإصلاح الوطني الديمقراطي الشامل.

يبشرنا عيد العمال العالمي الذي غيرت الحكومة عطلته من يوم الاثنين إلى يوم الأحد ببشرى تكررت كثيرا من الحكومات المتعاقبة: “مليون فرصة عمل قريبا…” وأخبار تسريحات عمالية في كثير من الشركات والمؤسسات، وبمذكرات احتجاجية تطالب بتحسين أوضاع العاملين، بعد أن تغوّلت الأسعار ، ولم تعد رواتب العمال تكفي لتوفير قوت العيال بكرامة، ونسمع أصواتًا نقابية هَرِمت وهي تطالب بإسقاط قيادة الاتحاد الحالية التي تترأس النقابات العمالية منذ أكثر من 25 عامًا.

الدايم الله…..