بعد مرور 75 عاماً على وقوع النكبة الوطنية والقومية الكبرى وبعد ان شهد التاريخ السياسي والانساني على مأساة شعب كامل صودرت ارض ابائه واجداده، بعد طرده منها بالقوة، وإحلال مجموعات من شتات العالم محله وفق خطة استعمارية شاملة، فلا بدّ للقوى الوطنية المنظمة الفلسطينية والاردنية والعربية من الوقوف امام الحقائق التالية:
أولاً: تعتمد دولة الاحتلال الآن استكمال تنفيذ هدف ما يُسمى “بإسرائيل الكبرى”، والتي تشمل حسب خارطتها التوسعية الأردن وبلاد الشام ومصر والعراق وعليه فإن مقاومة التطبيع مع العدوّ بكل اشكاله واتجاهاته تدخل في نطاق مقاومة المشروع الصهيوني التوسعي في فلسطين وفي وطننا العربي الكبير.
ثانياً: في الوقت الذي تتصاعد فيه اشكال المقاومة ضد الاحتلال بشجاعة عزّ نظيرها.. فإن الحركة الوطنية الفلسطينية لا زالت تعاني من الانقسام المدمر الذي افقد هذه المقاومة مرجعيتها الموحدة الامر الذي يرتب على جميع اطراف الحركة الوطنية الفلسطينية بكل اتجاهاتها العمل بكل الوسائل من اجل استعادة الوحدة الوطنية الداخلية على أساس برنامجها الكفاحي ضد الاحتلال.
ثالثاً: كرس النضال الوطني الفلسطيني في الشتات قضية حق العودة كقضية مركزية في البرنامج الوطني الفلسطيني، وقد طورت الفصائل والتجمعات الفلسطينية نضالاتها بهذا الاتجاه وفرضت برنامجها في الأوساط الدولية وقوى التحرر العالمية التي يخوض معظمها معارك مخلصة لصالح قضية عودة اللاجئين إلى وطنهم وديارهم.
رابعاً: بعد 75 عاماً على جريمة الاحتلال، لا زال العدوّ الصهيوني وحلفاؤه يحاولون إنهاء شواهد هذه الجريمة وتحديداً فيما يتعلق بقضية اللاجئين وحق العودة باعتبارها من اهم عناوين الصراع، وفي هذا السياق كان المخطط الأمريكي لضرب وكالة الغوث والتحريض لإعادة تعريف اللاجئ. وحجب موازنات الاونروا.. الخ ولكن الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت قراراً هاماً نهاية العام الماضي وهو إحياء ذكرى النكبة في القاعة الرئيسية للجمعية العامة يوم 15 أيار في اعتراف صريح وواضح من قبل اعلى سلطة دولية بالحق التاريخي الفلسطيني ورفض الرواية الصهيونية المزيفة.
خامساً: إننا في الذكرى السنوية الـ75 للنكبة الوطنية الكبرى، نستذكر بكل إجلال وإكبار كل أبناء فلسطين، الذين تمردوا على النكبة وعلى التشرد، وتحملوا مسؤولياتهم التاريخية، في قلب مخيمات اللجوء، وفي قلب زنازين الاعتقال وداخل الكيان الغاصب، وناضلوا من اجل استعادة الوعي الوطني الذي أريد له أن يغيّب إلى الأبد، وفي العمل على إعادة بناء الهوية الوطنية الفلسطينية التي أريد لها أن تمحى إلى الأبد، وفي إعادة بناء الكيانية الوطنية الفلسطينية التي أريد لها أن تشطب.
لا بديل عن ضرورة توفير الشروط من أجل أن تواصل المسيرة الكفاحية تقدمها إلى الأمام، في مواجهة تحالف إسرائيلي – غربي، ومشاريع وسيناريوهات فاسدة وهابطة، تستهدف القضية الوطنية للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ومقاومته ووحدته الميدانية.
المجد للشهداء والحرية للأسرى
نعم للمقاومة لا للتطبيع مع العدوّ المحتل
15 / 5 / 2023
دائرة اللاجئين الفلسطينيين “عودة”
حزب الشعب الديمقراطي الأردني “حشد”