في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون وأطفالهم في مختلف أنحاء العالم بأول أيام عيد الفطر، لم تغمض جفون اطفال قطاع غزة لليلة الرابعة على التوالي، تحت وقع القصف الاسرائيلي الغاشم بالصواريخ والقذائف الذي تواصل مع اشراقة اول ايام العيد.
يختلف العيد على أطفال غزة عن بقية أطفال العالم، مثلما يختلف عن أهلها عموماً، بمختلف أعمارهم، فله في القطاع المحاصر منذ ردح من الزمان مذاق آخر، وتختلف تفاصيله عن بقية دول ومدن العالم الاسلامي، الذي يبدأ أهله منذ بواكير يوم عيدهم الأول، بسماع تكبيرات المساجد، والصلوات، ليرتدي الاطفال ملابسهم الجديدة التي خبأوها تحت وسائدهم ليلتها، بارتدائها على عجل، ومعانقة أهليهم، ليحصلوا على عيدياتهم وأحضان ذويهم الدافئة. هذا العيد، كالعديد من الاعياد المشابهة، عاش اطفال غزة ساعات من الرعب تحت وقع إهتزاز بيوتهم، وسط صرخاتهم ودموعهم، مع سقوط كل صاروخ وقذيفة، تغير معالم الكثير من أحيائهم السكنية التي اعتادوا ممارسة شقاوتهم وطفولتهم البريئة فيها.
اطفال اخرون غادروا منازلهم التي تحولت الى ركام وأطلال، وتركوا ألعابهم وملابس العيد التي تمنوا ان يلبسوها ليفقدوا مأمن المسكن، ويتم استضافتهم ان كانوا محظوظين لدى اقارب لهم.
وآخرون فقدوا أمهاتهم وآبائهم الذين باغتهم صاروخ غادر، فدمر حياتهم وافقدهم الحضن الدافئ والشعور بالأمان، فيما هلّ العيد على أطفال وهم تحت الركام والانقاض، وقد فاضت روحهم الى بارئها، ليحلقوا طيوراً في جنات عرضها السموات والارض.(بترا)