مليارات البنك المركزي وذهبه ماذا يعنيان للفقراء!

أسامة الرنتيسي –

لست محللا اقتصاديا، ومعلوماتي في الشؤون المالية مثل معلومات كثير من الوزراء والمسؤولين عن حياة الأردنيين الصعبة في الجحفية وموبص وجبل القصور وأم نوارة وماحص وأم النعام الشرقية وقطر وحمود وذيبان وبصيرا والمحمدية وبتير والمثلوثة ووقاص وجبل النظيف ومعدي……

ماذا تعني لفقراء الأردن عموما،  نشرات البنك المركزي المتفائلة التي تعلن أن احتياطات البنك المركزي من العملات الأجنبية في الأردن بلغت 17.399 مليار دولار، بارتفاع بلغت نسبته 0.8% لنهاية أيار الماضي، موازنة مع 17.267 مليار دولار لنهاية العام الماضي.

وأن 64.2  مليار دينار موجودات البنوك العاملة في الأردن بنمو 0.2%، وموجودات البنك المركزي الأردني من الذهب وصلت الشهر الماضي إلى 2.225 مليون أونصة، بقيمة وصلت إلى 2.860 مليار دينار.

ماذا يعني أن يكون البنك المركزي غنيا وخزائنه ملآنة بالذهب، وصناديق البنوك مزدحمة بالمليارات، والناس جوعى، والبطالة أكلت الأخضر واليابس.

لو فكرت إدارة البنك المركزي ومعها فريق الحكومة الاقتصادي أن يَفتحا خزائن البنك ويقومان بضمانة البنك المركزي وبشروط ميسرة ليست كشروط البنوك العاملة بتقديم تسهيلات بخمسة مليارات أو حتى عشرة للتجار وللصناع والمستثمرين حتى يحركوا عجلة المال والاقتصاد في البلاد، لكي تنعكس على حياة المواطنين، فهل في هذا الأمر خطورة مالية أو مجازفة غير محسوبة النتائج؟!

الأردني؛ الذي ينتظر راتب 400 دينار نهاية كل شهر، وهذه متلازمة معظم الأردنيين، لا يعرف من أرقام البنك المركزي سوى أن قيمة الدينار الشرائية أصبحت ضعيفة، والتضخم في الأسعار دفعاه للبحث عن عمل ثانٍ وثالث إن وجد طبعًا.

أعترف؛ أنني أكتب ولدَيَّ قناعات داخلية باللاجدوى، وأن فعل الكتابة “أصوات في البرية”، ولا شيء يُحدث تغييرا  سوى “الدق على جدران الخزان”.

أكثر ما يقلق الأردنيين هذه الأيام، الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وبعيدا عن لغة الأرقام الجوفاء، والتقارير المدبلجة بحبر لا تفوح منه رائحة الوجع، ثمة في مجتمعنا، بشر يوشكون على استنفاد آخر قطرات الحياة من أرواحهم، من جرّاء وصولهم إلى مرحلة الفقر الذي حطم كل “خطوط” التصنيفات الرسمية، من مدقع ومطلق.. وصولًا  إلى (عيش سريري).

ما حفزني على استحضار هذا النمط من الحياة؛ ما أشاهد من أوضاع عائلات محرومة من أبسط متطلبات العيش، تتنقل من جمعية خيرية إلى مراكز تسد رمق المحتاجين.

فقر تعاقبت عليه عقود عاشتها أسر كانت قد فقدت الأمل بحياة مريحة، اعتادت القلة والجوع اللذين لا يسدهما الخبز الحاف، غير أن ما قلص من مأساة هذه العائلات، ردود الأفعال من أهل الخير الذين أبدوا استعدادا للمساعدة بأقصى إمكاناتهم بعد أن يتم نشر قصصهم في الإعلام.

فعلا؛ كما قال وزير سابق: ماذا يعني أن تكون أرقام البطالة في الأردن 24 % على رأي إحصاءات الحكومة، أو 30 % على رأي مؤسسات المجتمع المدني، أو 50 % كما قال صندوق النقد الدُّولي.

وأن أرقام الفقر التي تخفيها الحكومة في أحد الأدراج تصل إلى 15 % حسب آخر أرقام للحكومة، أو 27 % كما يتوقع البنك الدُّولي، وفوق 70 % كما يقول فقراء الأردن.

الدايم الله….