تعديل سابع لتصويب “إساءة الاختيار”

أسامة الرنتيسي –

 اتفق صديقان خلال اليومين الماضيين على دعابة مرتبطة بالتعديل الوزاري.

تقول الدعابة: إن طالب التوجيهي الذي يقدم طلبا إلى القبول الموحد لدخول الجامعة بعد أن تظهر النتائج يصار بعدها بأيام إلى تقديم طلبات إساءة اختيار، يحق للطالب أن يختار تخصصا جديدا.

 فَلِمَ يُمنح رئيس الوزراء الفرصة للمرة السابعة لإجراء تعديل وزاري لتصويب إساءة الاختيار  بينما يُمنح الطالب  مرة واحدة؟!.

إنشغلت نخبة الرأي العام في الأيام الماضية بخبر التعديل الوزاري بعد أن نشر موقع إخباري موثوق “جفرا نيوز” عنه، وأكَّدَهُ يوم الأحد بخبر آخر هو تقديم الوزراء استقالاتهم استعدادا للتعديل.

 انتهى يوم الأحد بلا تعديل وزاري، وقامت مواقع إخبارية أخرى بنفي وقوع التعديل والاستقالات، فتاه الرأي العام، وبقي السؤال معلقا، هل هناك تعديل وزاري أم لا ؟!.

تعديل أم تغيير؟! قضية أصبحت باهتة في أعين الأردنيين ولم تعد تحتل كثيرا في أولويات حياتهم.

شخصيا؛ لا أجد فارقا كبيرا في الحالتين، وميال إلى احتمالية بقاء الحال على ما هي عليه، لأنه لا التعديل الوزاري سيغير شيئا، ولا  حكومة جديدة بالنهج نفسه ستُنتج شيئا، ومن الأفضل البقاء على ما نحن فيه، حتى تتغير الحال ونتخلّص من تدوير الأسماء من دون تغيير حقيقي في النهج.

لنتحدث سياسة بعمق أكثر: في لحظات تتهشم الروح يأسًا وإحباطًا مما يجري، ومما يراه المرء ويسمعه من المسؤولين عندنا، فلا يجد أفقا يهرب إليه، سوى أن يحلق في عالم آخر، وينظر كيف يتم التقدم فيه.

في بلادنا، تتجه أشياء كثيرة نحو المجهول، القيم والأخلاق، وقد اعتراهما البؤس، وأصاب الفساد أركانهما، فخرجت الآراء علينا تلعن المجتمع، وتمجد الدولة، وكأن الخراب الذي يدق أركاننا، لا تتحمل القوانين الرجعية، والأنظمة والتعليمات المتخلفة، سببه المباشر.

لهذا؛ مستمرون في ركوب موجة إعادة التدوير، التي أدمنت على  شمول المسؤولين والنواب والمستشارين والوزراء، لكنها إعادة داخل العلبة ذاتها.

مسؤولون ومستشارون، يحجبون المعلومات الحقيقية عن صانع القرار، ويمرّرون ما يرغبون من معلومات، ويُزَكّون من يُشبههم، ويُبعِدون من يخافون على البلاد أكثر من خوفهم على أنفسهم وأموالهم وعيالهم.

في لحظات التغيير، تُفتَح العلبة ذاتها، ويعاد التدوير بطريقة كأن العالم لم يتغير، وكأن مطالب الشعب لم تصل إلى مسامِعهم، فيستحضر الناس مسرحية دريد لحام (غوار) “ضيعة تشرين”، عندما خرج نهاد قلعي (حسني البورزان)، بعدة شخصيات، للمختار، والمختار الجديد، ومختاركم الجديد جدا جدا، وما كان يتغير فيه سوى (الطنجرة) على الرأس.

“ضيعة” في زمن التنفيس السياسي، وضيعة مؤلمة في الوطن، في زمن خريف الربيع العربي، فكل ما يحدث هو إعادة تدوير لكل شيء في بلادنا، من الوزراء وأبنائهم، والنواب وتوريثهم، والمستشارين وخلّانهم، والمسؤولين وحماة ظهورهم.

الدايم الله….