أليس الليبراليون وطنيين يا دولة الرئيس؟!

أسامة الرنتيسي –

لم يظهر يوما رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة منذ تسلم دفة الرئاسة في الدوار الرابع منفعلا مثلما ظهر وهو يرد على حديث النائب أسامة العجارمة في جلسة النواب الخاصة لدعم المقاومة الفلسطينية وإدانة الإرهاب.
حجم الانفعال الكبير كان بسبب اتهام النائب العجارمة الحكومة بالليبرالية، هكذا فهم الرئيس مداخلة النائب…
فجاء الرد صاعقا من الرئيس الخصاونة “إن هذه الحكومة ليست حكومة ليبراليين ولا ليبراليين جدد، بل هي حكومة وطنية”!!
فهل بنظر الرئيس الخصاونة أن الحكومات التي شارك فيها ليبراليون، وليبراليون جدد هي حكومات غير وطنية؟ وهل بنظر الرئيس أن الليبرالية عموما فكر غير وطني؟!.
النائب أسامة العجارمة قال: “إن الليبراليين الجدد أَدخلوا على جسد الدولة الأردنية سموم الفكر السياسي، وأن شباب القبائل والعشائر الأردنية اتفقوا اليوم على الحشد من أجل المسير والزحف باتجاه العاصمة عمان لينتفضوا ويعلنوا عن ذاتهم الحقيقية المدججة بالحرية”.
وبعد الرد الرئيس الخصاونة المنفعل وقوله: “إن هذه الحكومة ليست حكومة ليبراليين ولا ليبراليين جدد، بل هي حكومة وطنية”، علّق العجارمة على حديث الخصاونة قائلًا: “لقد ذهبت إلى نزع عباءة الليبراليين الجدد عن هذه الحكومة، وأنا لم ألقها عليهم أساسا، هم لم ولن يصلوا الى أغلبية تشكيل حكومة بإذن الله، ومادام في هذا الوطن وهذا المجلس نواب يقومون بمسؤولياتهم الدستورية شركاء أساسيين في نظام الحكم”.
الليبراليون الذين شاركوا في الحكومات الأخيرة في المملكة الرابعة كثيرون، وقد تمت مهاجمتهم أكثر من مرة، حتى تم وصفهم بـ “الصلعان الجدد” لكن هذه أول مرة تُنزع عنهم صفة الوطنية، فهل يرضى هؤلاء الليبراليون بهذه التهمة أم أن لهم رأيًا آخر.
يقول الدكتور حسن البراري: إن “فشل الليبراليين في الأردن ليس مرتبطا بوجود تيار محافظ مسيطر، لكنه مرتبط بفشل البرنامج الليبرالي في الأردن خاصة في شقه الاقتصادي والطبيعة المحافظة للغالبية الساحقة من الأردنيين على مختلف مشاربهم وتنوعهم. مشكلة التيار “الليبرالي” في الأردن هي جزء من مشكلة الخطاب الليبرالي في العالم العربي، ففكرة الليبرالية على رأي أحد أهم منظريها الدكتور عمر حمزاوي سقطت في هوة سحيقة من فقدان مصداقية المتحدثين باسمها. هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن التيار المحافظ هو ديمقراطي بل يشوبه الكثير من الانتقادات خاصة المتعلقة بالفساد وسوء الإدارة”.
الدايم الله…